قال ايريك فالت نائب المدير العام لليونيسكو، المكلف بالعلاقات الخارجية والاعلام العمومي، ان المنظمة ستطلق قريبا تحالفا عالميا لحماية التراث الانساني الذي يتعرض لعمليات "التطهير الثقافي" في بعض مناطق النزاع. وأبرز المسؤول الدولي، أمس الخميس بالرباط، في افتتاح الندوة الدولية حول "حماية الموروث الثقافي العالمي المهدد بالتدمير"، أن اليونيسكو ستطلق بمناسبة اجتماع لجنة التراث العالمي يوم 29 يونيو بمدينة بون الألمانية، تحالفا عالميا ضد التطهير الثقافي المتعمد الذي يتفاقم في عدد من مناطق التوتر.
وقال انه أمام مسلسل التصفية غير المسبوق الذي يستهدف المعالم التراثية في عدة مناطق من العالم، تسعى اليونيسكو الى تحقيق انخراط واسع لمجموع الفاعلين من الدول والمنظمات الدولية من أجل كبح التدمير الوحشي والممنهج للتراث العالمي.
وذكر في هذا الصدد بالأهمية التي يكتسيها قرار مجلس الأمن رقم 2199 من حيث ربطه بين الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، وتمويل المجموعات الارهابية، مبرزا دور اليونيسكو في تنسيق الجهود لتفعيل هذا القرار وتجميع المعطيات حول هذه الأنشطة الاجرامية وتكوين المهنيين المختصين. وقدم نموذجا لهذا الدور تعاون خبراء اليونيسكو ميدانيا مع القبعات الزرق في مالي.
وأكد المسؤول الدولي أن التاريخ لم يعرف تدميرا ممنهجا ووحشيا للارث الثقافي الانساني يضاهي ما تشهده اليوم عدد من ساحات التوتر، خصوصا في الشرق الأوسط، حيث تجري محاولات لفصل الشعبين العراقي والسوري عن ذاكرتيهما الحضارية. ونبه الى أن عمليات التدمير التي تستهدف المعالم التاريخية تعد جريمة حرب حسب ميثاق روما المحدث للمحكمة الجنائية الدولية.
ودعا اريك فالت الى التصديق على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحماية الارث الثقافي الانساني وتعزيز العمل الجماعي وانخراط الفاعلين من الدول ومنظمات المجتمع المدني في جهود الحماية.
وتوزعت عروض ومناقشات الندوة التي ينظمها البرلمان المغربي بشراكة مع الجمعية البرلمانية المتوسطية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على ثلاثة محاور تتناول "الموروث الثقافي العالمي: ثروة ثقافية وذاكرة انسانية مهددة بالتدمير" و "التحرك الدولي في مجال حماية الموروث الثقافي العالمي" و "دور الاتحادات البرلمانية والمنظمات الدولية في حماية وترميم الموروث الثقافي العالمي".
وتعرف الندوة التي تتواصل على مدى يومين حضور ممثلي برلمانات الدول الثمانية والعشرين الأعضاء في الجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط، وممثلي اليونيسكو والايسيسكو والاتحادات البرلمانية الأوروبية والعربية والإفريقية والإسلامية.