قال الخبير الكاطالوني أوريول إيطارا ، إن الإبقاء على الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة ، وعرقلة بناء الاتحاد المغاربي، "عبث ما بعده عبث " لأنه يفوت على دول المنطقة قيمة مضافة أكيدة على المستويين السياسي والاقتصادي. وأوضح إيطارا الخبير في المعهد الخاص للدراسات المتوسطية الذي يوجد مقره ببرشلونة، ويتوفر على تمثيلية بمدينة تولوز الفرنسية ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة على تربع جلالته على العرش ، أنه لا يمكن لأي دولة في منطقة شمال إفريقيا أن تجد الحلول لمشاكلها لوحدها مما يتعين معه وضع استراتيجية وحدوية مشتركة بين الدول المغاربية الخمس من شأنها تنسيق السياسات الاقتصادية والاجتماعية في أفق خلق المشروع المجتمعي المغاربي الجديد.
وساق الخبير الكاطالوني مثل أوروبا التي رغم التاريخ المشترك المليء أحيانا بالمآسي ، فإنها تمكنت من توحيد كلمتها وإحداث الاتحاد الأوروبي الذي يشكل إطارا شموليا يوحد حاليا بين أكثر من 25 دولة أوروبية في جميع المجالات.
وأكد أن موقف السلطات الجزائرية الرافض للمبادرات المغربية الهادفة الى إعادة فتح الحدود "لا يخدمها على المديين القصير والمتوسط لان المنطقة تمر حاليا بتقلبات خطيرة كما تواجه تهديدات أمنية لا يمكن مواجهتها إلا بمشروع وحدوي كفيل برفع التحديات".
وقال إن فتح الحدود بين المغرب والجزائر أمر ضروري ليس لأسباب أخوية وتاريخية فحسب ، بل لفتح أسواق جديدة أمام رجال الأعمال للمساهمة في تراكم الثروات الوطنية وخلق مناصب الشغل لفائدة الملايين من العاطلين عن العمل في المنطقة.
ومن شأن فتح الحدود ، يضيف الخبير ، ربط شبكات الطرق والسكك الحديدية الجزائرية والمغربية ببعضها، وتشجيع الاستثمار السياحي المغربي في سواحل الغرب الجزائري، وإنشاء مشاريع سياحية مشتركة في البلدين، وإشراك المؤسسات الجزائرية في التنقيب على البترول في المغرب.
وأكد أوريول إيطارا أن فتح الحدود بين البلدين سيحد من عمليات التهريب بكافة أشكالها ، كما سيساهم في إيقاف الأعمال الإجرامية التي تعرفها عادة الحدود المغلقة بين البلدان.
وستكون الجزائر ، حسب إيطارا ، أول المستفيدين من فتح الحدود حيث سيشكل فرصة تاريخية لإخراج اقتصادها من " التركيز" فقط على الغاز والبترول وولوج عالم الإنتاجية والاستثمار.
وأكد أن التعلل بقضية الصحراء للإبقاء على الحدود مغلقة " سبب واهي" لان حل الأزمة بيد الأممالمتحدة ، وأن ذلك لا يمنع من وضعها "بين هلالين" إلى حين إيجاد حل لها يرضي الأطراف المعنية.
وخلص الى القول إن إعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر ، وإحياء الاتحاد المغاربي من شأنهما مساعدة ليبيا مثل على حل مشاكلها الخطيرة كما من شأنه دعم بلدان المنطقة لتجاوز أزماتها سواء على المستويات الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية.