دعا رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي، عشية الزيارة التي يقوم بها إبتداء من اليوم الاحد للجزائر، إلى حل المشاكل بين الدول المغاربية في إطار الحوار وفي إطار مرحلي، قائلاً إن »الأمور التي لا يمكن حلها اليوم لا يجب تركها كعقبة أمامنا لفض مشاكلنا» في تلميح للنزاع حول الصحراء الذي يعطل مسار الاتحاد المغاربي« . حمادي الجبالي الذي شدد على أن بلاده تولي أهمية لاستكمال بناء الصرح المغاربي، كون آفاق إقامة المغرب العربي الكبير هي ''آفاق حتمية لا بديل عنها'' سيتباحث مع المسؤولين الجزائريين ملف قمة الاتحاد المغاربي المرتقبة في تونس و التي تعذر الاتفاق حول تاريخها في أعقاب تحفظ الخارجية الجزائرية على مشروع بيان كان من المفترض أن يتضمن دعوة مباشرة لفتح الحدود البرية المغلقة بين الجزائر و المغرب منذ قرابة العشرين سنة . و يعتقد المسؤول التونسي أن الارادة السياسية كفيلة بايجاد حل لكل القضايا محل الخلاف بين دول الاتحاد سواء المتعلقة منها بنزاع الصحراء أو بغيرها على أنه يدفع في اتجاه التركيز على ملفات التعاون عبر الحدود و خاصة في شقيه الاقتصادي و التجاري مبرزا أن " غياب اللامغرب " يكلف دول المنطقة خسائر تتراوح بين نقطة و نقطتين من معدلات النمو الوطنية و مشددا على سعي الدول المغاربية الى تذليل المصاعب بالنظر الى أهمية و راهنية مشروع الوحدة المغاربية . وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قد دعا في جولته المغاربية التي قام بها بداية السنة الجارية قادة كل من المغرب والجزائر إلى ترك خلافاتهما السياسية جانبا والخوض في إعادة بناء فضاء مغاربي مشترك، معلنا استعداد بلاده احتضان قمة مغاربية خلال هذه السنة. ويترقب الرأي العام المغاربي و حكومات المنطقة الى مدى تجاوب الجزائر مع مطلب تونس للتعجيل بعقد القمة المغاربية و ترجمة أهداف الاتحاد المغاربي الى تعاون يلغي الحسابات السياسية و الخلافات الثنائية التي من شأنها فرملة الطموحات الرسمية المعبر عنها من طرف كل عواصم الاتحاد المغاربي و التي تجمع على أهمية اللحظة و توافر كل الشروط المناسبة لوضع القطار المغاربي في سكة الانطلاق الصحيحة . و بقدر ما تبرز النوايا الطيبة و الحسنة في تصريحات مسؤولي الخارجية الجزائرية و المتفاعلة مع مبادرات تصحيح المسار المغاربي و توفير المناخ السياسي الملائم لانجاحه فإن التجارب بينت أن هذه النوايا سرعان ما تصطدم مع تدخلات أطراف نافذة في هرم السلطة الجزائري تعمل على معاكسة المشروع الوحدوي و تشجع على إشعال فتيل التشنج مع الجار المغربي كلما لمست شكلا من أشكال التقارب بين حكومتي البلدين الشقيقين