اعتبر المخرج المغربي كمال كمال أن تتويج فيلمه "الصوت الخفي" بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم الذي اختتم فعالياته مساء اليوم السبت بطنجة، اعتراف بعمل إبداعي جاد ودؤوب. وصرح المخرج المتوج لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب حفل اختتام المهرجان، أنه لم يكن يتوقع الحصول على جائزة بهذه القيمة، في ظل منافسة أفلام عالية الجودة. يذكر أن كمال كمال حصد بفيلمه ثلاثة جوائز هي الجائزة الكبرى وجائزة أفضل صوت وجائزة أفضل موسيقى. وأوضح صاحب "السمفونية المغربية" أن الموسيقى شكلت في فيلمه عنصرا دراميا أساسيا، مذكرا بأن شغفه وتكوينه الموسيقي يدفعان به الى البحث في السينما عن فسح لتصريف أحلامه الموسيقية الملازمة لتجربته الفنية. وعلى مستوى التفاعل مع الفيلم، أعرب كمال كمال عن ارتياحه للترحيب الذي قوبل به، سواء لدى المهنيين أو لدى شريحة واسعة من الجمهور، وهو منتهى حلم أي مبدع سينمائي. وأبدى المخرج امتنانه لطاقم العمل من التقنيين والممثلين، الذين اشتغلوا في ظروف بالغة الصعوبة. في فيلم "الصوت الخفي" ، يرفع كمال كمال تحديا جريئا، باختياره لقصة مركبة، متناسلة الأبعاد، تستنطق الواقعة التاريخية والأفق السياسي والتأمل الفكري الوجودي العميق في قضايا الإنسان في مواجهة الألم والحب والحرب وغيرها. حكاية في متن الحكاية. يرسي كمال كمال الذي كتب أيضا السيناريو، عتبة الوحدة السردية الأساسية التي تقع على الحدود المغربية الجزائرية أيام الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، بحكاية شيخ جزائري، حسن، (الممثل الجزائري خالد بنعيسى) يرويها كسيرة متأخرة لموسيقية شابة (جيهان كمال) تعرضت لاعتداء نجم عنه جرح مزدوج: ندوب على وجهها، وكسور صعبة الترميم في كمانها. ويتوازى انكباب الشيخ على ترميم الكمان قطعة قطعة مع نوافذ فلاش باك تعود الى ذروة حرب التحرير الجزائرية. وعلى خط موريس الحدودي، يحاول المغربي موسى (محمد بسطاوي) تهريب مجموعة جزائرية فارة من مطاردة السلطات الفرنسية الى داخل التراب المغربي، حسن كان هناك، يقود مجموعة من الصم والبكم قتلت فرنسيا دأب على اغتصاب فتاة من نزلاء الملجأ الذي كان يديره، الى جانب آخرين، تحت قيادة سبايسي (محمد خيي)، المقاتل الذي يأتمر بأمر قواد الثورة.