لا تزال الزيارة التي قام بها مؤخرا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مالي تستأثر باهتمام الصحف الإفريقية التي تعتبر أن هذا التحرك الملكي، الذي ساهم في إعطاء دفعة قوية للتعاون بين الرباط وباماكو، يعد أيضا تجسيدا لقيم التضامن الأكيد ولقيادة ملكية جعلت من المغرب فاعلا رئيسيا لا غنى عنه في مجال التعاون جنوب-جنوب. وفي هذا السياق، أفردت المجلة الإفريقية "ديريكت-لايف" ملفا خاصا أبرزت فيه أن الزيارة التاريخية التي قام بها مؤخرا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مالي أعطت دفعة قوية للتعاون بين البلدين. وأوضحت المجلة أن الحضور المتميز لصاحب الجلالة أثناء حفل تنصيب الرئيس المالي، السيد ابراهيم بوبكر كيتا، والمباحثات المكثفة التي أجراها جلالته مع زعماء مختلف الدول الذين حضروا الحفل، فضلا عن توقيع اتفاقات ثنائية شكلت أهم اللحظات البارزة التي ميزت هذه الزيارة الملكية، مشددة في نفس المقام على أهمية المباحثات الثنائية التي جرت بين قائدي البلدين والتي تناولت على الخصوص السبل الكفيلة بإشاعة ثقافة السلم في القارة الإفريقية. وأشارت إلى أن المغرب ومالي يتقاسمان إرثا ثقافيا عريقا ونفس قيم التسامح والانفتاح على الآخر، مذكرة في هذا الصدد باتفاق البلدين على أن يتولى المغرب تكوين نحو 500 إماما ماليا على مدى عدة سنوات. واعتبر المصدر أن هذا الاتفاق يأتي في سياق تعزيز روابط التعاون الثنائي في المجال الديني وأن تكوين هؤلاء الأئمة الماليين في المغرب سيتم وفق المذهب المالكي والتعاليم الاسلامية السمحة التي تنبذ جميع أشكال الاقصاء والتطرف الديني. كما سلطت المجلة الضوء على التزام المملكة "الحازم والقوي" بمواكبة مالي في القطاعات السوسيو اقتصادية ذات الأولوية، وذلك في إطار التعاون جنوب-جنوب، خاصة على مستوى قطاعات من قبيل تعزيز قدرات الموارد البشرية المالية وتكوين الأطر وإنجاز البنيات التحتية والصحية، وذلك بما يمكن من الاستجابة للحاجيات الملحة للشعب المالي. ووفقا لذات المجلة، فإن قيم التضامن المغربي مع الشعب المالي ما فتئت تتعزز وتنمو، خاصة من خلال إقامة مستشفى عسكري ميداني متعدد الاختصاصات في العاصمة المالية يقدم خدمات طبية لفائدة الشعب المالي. من جانبها، كتبت يومية "سونتر أفريك ماتان" التي تصدر بجمهورية إفريقيا الوسطى، أن قيم التضامن والقيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس جعلت من المغرب فاعلا رئيسيا في مجال التعاون جنوب-جنوب. وذكرت اليومية في عمود خصصته للزيارة الملكية إلى مالي أن "المغرب، الذي أصبح بقيادة ودعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس مدافعا ورائدا قويا في التعاون جنوب-جنوب، وضع استراتيجية متكاملة لفائدة إفريقيا". وأضافت اليومية أن جلالة الملك أولى عناية خاصة للشعب المالي من خلال مبادرته التضامنية وقيادته الاقليمية وانخراطه في منظومة التعاون جنوب-جنوب. من جهة أخرى، توقفت الصحيفة عند البعد الديني للزيارة الملكية إلى باماكو حيث أوضحت أن السلطات الدينية، المكونة من ممثلي الطريقة التيجانية والقادرية أشادت بمبادرات صاحب الجلالة الانسانية لفائدة الشعب المالي، وكذا بالجهود التي يبذلها جلالته في سبيل إشاعة القيم النبيلة للدين الإسلامي. وأبرزت اليومية أن "مالي يشكل وجها واحدا فقط من أوجه تضامن المغرب مع البلدان الإفريقية، مضيفة أن المملكة تحتضن أكثر من 8000 طالب إفريقي من مختلف البلدان الإفريقية ، 6500 منهم يستفيدون من منح دراسية". كما ذكرت اليومية بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قرر خلال أشغال قمة فرنسا-إفريقيا التي عقدت في القاهرة سنة 2000، إلغاء ديون المغرب المستحقة على الدول الإفريقية الأقل نموا وإعفاء منتوجاتها الواردة إلى المغرب من الرسوم الجمركية