لم يفهم بعض المتتبعين "الجعرة" التي أصابت أبو بكر الجامعي، المسؤول عن النسخة الفرنسية لموقع لكم، عندما علم باعتقال علي أنوزلا مدير موقع لكم بالعربية، الذي يوجد الآن رهن التحقيق لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وذلك على خلفية نشره لشريط فيديو منسوب إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي يدعو الشباب المغربي إلى ممارسة الجهاد ضد بلدهم أي ممارسة الإرهاب، لأن الجهاد لدى القاعدة هو حمل السلاح والسيارات المفخخة. فما معنى غضبة الجامعي وخروجه العنتري ليقول إنه هو المسؤول عن نشر الشريط وليس أنوزلا؟ فكيف تحول الرجل المعروف بجبنه ليعلن عن جرأة غير معهودة؟ وما مغزى هذا الخروج؟ لكن الذين يعرفون الجامعي متأكدون أن الرجل يترنح مثل الفرخ المذبوح لأن آخر رهاناته في المغرب كانت هي "الكانبو" علي أنوزلا. لقد راهن الجامعي على أشياء كثيرة وعلى فئات كثيرة لكنه فشل، ووجد في أنوزلا القابلية للاستغلال.
فأحلام أبو بكر الجامعي كانت كبيرة وتبخرت مع الريح. فهو كان يحلم بأن يصبح رئيسا لوزراء الجمهورية الوهمية كما وعده أسياده.
فأ بوبكر الجامعي فقد كل شيء في المغرب بعد أن بار خطابه التيئيسي الذي لم يعد يجدي نفعا فاختار المنفى في أجواء مخملية رغم ألاّ أحدا طلب منه أن يرحل عن البلد، الذي يتسع حتى لبعض المتنطعين الذين يقولون إنهم جمهوريون أمثال زعزع وندية ياسين، لقد اختار الرحيل بعد أن أفشل مجلته وأغرقها في الديون وفي الغرامات القضائية، فهو يحاول أن يظهر بمظهر المنفي السياسي رغم أنه لم يكن له موقف سياسي واضح ولكنه تهرب من أداء الضرائب حيث أن إدارة الضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مدينون له بمئات الملايين.
ماذا فعل حين كان يحتكر المسؤولية في مقاولته الصحفية التي "خرج عليها"، وفي نفس الوقت "خرج على مستقبل" صحفيين، بسبب سوء التسيير والاستفراد بالقرارات؟ أليس هذا من أنواع الفساد أم أنه عمل خاص لا يدخل في إطار القطاع العمومي، وبالتالي لا يمكن محاسبة ولا متابعة صاحبه الجامعي؟ ماذا يمكن أن يقول لنا الإعلامي الجامعي عن ديكتاتوريته التي كانت وما زالت مضرب الأمثال في الوسط الصحفي المغربي؟ لقد كان الجامعي يعمل لدى أسياده بالمغرب.
وكان موعودا في العهد الجديد لكن مؤهلاته لم تكن كافية ليدخل ضمن صناع القرار بل حتى أن يكون "مسخر" عند صناع القرار فتم الاستغناء عنه. هذا المسار من الفشل هو الذي دفع أبو بكر الجامعي إلى اختيار مسار آخر. مسار دخل عبره في خدمة أجندات كثيرة. وبحث عمن يروج لبضاعته. فوجد في علي أنوزلا القابلية للاستغلال والاستحمار فجعله ظهرا يركب عليه لتحقيق مبتغياته مقابل فتات مما يحصل عليه هو. ولدى أبو بكر الجامعي ولدى أسياده مشروعا تدميريا خطيرا، مشروعا ينبني على توحيد كل القوى المتطرفة في البلد ومن هنا تأتي مغازلته لما يسمى الجمهوريين ولجماعة العدل والإحسان التي استضافته في قناتها الرقمية الشاهد لتأكل بفمه الثوم، وهي محاولة لجمع ما لا يجتمع.
ويتضمن هذا المشروع التدميري خدمة أجندة أطراف تحرك أعضاء تنظيم القاعدة كموارد بشرية في أي مكان من العالم قصد تخريب البلد. ويأتي بث الشريط في هذا السياق. لكن المشكلة أن أنوزلا لا يعرف إلا القليل القليل عن هذا المشروع ولا يأخذ إلا القليل القليل من الأموال المخصصة له، بدليل أنه "ممطفروش" فليست له أسرة وغير مستقر ولا يمتلك ما يمتلكه الذين يشتغلون عند تلك الجهات. أما "الجعرة" التي أصابت أبو بكر الجامعي فهي غير مجدية فالرجل جبان ويخاف من خياله ولا يستطيع أن يقضي نصف ساعة في مفوضية الشرطة حتى يعملها في سرواله فما بالك أن يتقدم للمحاكمة ويقضي سنوات أو شهورا في السجن.