أثار اعتقال السلطات المغربية أمس الثلاثاء مدير نشر موقع "لكم.كوم" الاخباري، الصحفي علي أنوزلا الكثير من ردود الفعل الشاجبة لزج الصحفيين بالسجن بسبب نشر او نقل خبر، "بغض النظر ما اذا كنا نؤيد او نخالف الصحفي او الموقع بالآراء المطروحة". كما حرك اعتقاله الجدل القائم حول ما اذا كان مسموحا لوسائل الاعلام نشر شريط فيديو او صورة تحمل في طياتها مثل هذه الاخبار والتهديدات، وضرورة الفصل بين ناقل الخبر والخبر نفسه. " ناقل الكفر ليس بكافر. الدفاع عن حرية الصحافة في #المغرب يقتضي التضامن وطلب #الحرية_لعلي_انوزلا". فور شيوع خبر اعتقال أنوزلا امس، دار جدل حاد بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على الفيسبوك، حيث انشغل العديد من المغاربة بهذا الموضوع. فانقسمت الآراء بين مدافع شرس عن أنوزلا، ومدافع عنه ولكن بتحفظ بسبب مواقفه، ومنتقد له ولمواقفهم وصولا الى اتهامه بالعمالة والخيانة. " كان على "المسؤولين" المغاربة إن كانوا حقا مسؤولين أن يشكروا علي أنوزلا لأنه أخبرهم عن خطر يروج له تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بدعم من المخابرات الجزائرية، وبالتالي يكون الجميع يقظين وعلى بينة. ولكن .... ماذا تنتظر من كيانات لا روح فيها ولا تتبع ملة إلا ملة الغباء"، كتب صحفي مغربي على صفحته على الفيسبوك. الموقع لم ينشر الشريط وفقا للبلاغ الصادر عن النيابة العامة فإن توقيف أنوزلا جاء "إثر نشر الموقع الالكتروني "لكم" شريطا منسوبا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرد الإسلامي تضمن دعوة صريحة وتحريضا مباشرا على ارتكاب افعال إرهابية بالمملكة المغربية، امرت النيابة العامة الشرطة القضائية بإيقاف المسؤول عن الموقع الإلكتروني المذكور قصد البحث معه حول الموضوع". فردت صفحة "الحرية لعلي انوزلا، الحرية للصحافة الحرة بالمغرب" بالقول: "المقال الذي اعتقل بسببه علي انزلا لا يتضمن اي شريط حول القاعدة بل رابطا لمقال بجريدة الباييس الاسبانية حول الموضوع فيه الفيديو". وكان موقع "لكم" قد نشر خبرا يوم الجمعة 13 سبتمبر تحت عنوان: "لأول مرة.. تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا يهاجم الملك محمد السادس"، وجاء فيه: "لأول مرة منذ إنشاء "تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا"، أصدر هذا التنظيم شريط فيديو يستهدف فيه مباشرة الملك محمد السادس، ملك المغرب. فقد تضمن الفيديو الذي حمل عنوان "المغرب: مملكة الفساد والاستبداد"، دعوة مباشرة إلى الشباب المغربي من أجل مشاركة التنظيم في "جهاده" في المغرب حتى "تسود الشريعة أرض المغرب.......". ووضع الموقع رابط "الشريط الدعائي الذي بثته شبكة "الاندلس" التابعة لتنظيم القاعدة"، لكن الرابط كان فعليا لمقال منشور في الصحيفة الإسبانية "الباييس" وعنوانه: "تنظيم القاعدة يطلب من الشباب المغاربة الهجرة الى الله وليس الهجرة عن طريق القوارب"، وفيه وضع رابط الفيديو المذكور (الرابط لا يعمل الآن). إلا ان موقع "لكم" نشر مع الخبر صورة للملك المغربي محمد السادس كتب عليها: "المغرب مملكة الفساد والاستبداد" واشار الموقع الى ان "هذه صورة محمد السادس كما ظهرت في شريط تنظيم القاعدة". عميل وخائن اعتبر عدد من المعلقين المغاربة ان ما فعله موقع "لكم" والمسؤول عنه يعتبر استفزازا وتحريضا، ووصل الامر ببعض المواقع الإلكترونية المغربية الى اعتبار ان أنوزلا يروج لتنظيم القاعدة ويتبنى افكاره. فكتبت صفحة تليكس بريس على الفيسبوك: "عندما تدفع الاحقاد المتراكمة صحفيا ليصبح مشيدا بالإرهاب ضد بلده"....وفي مقال حول الموضوع عنونت تقول: "ايها المغاربة....القاعدة تهدد امنكم وتتطاول على رموزكم وانوزلا يشيد بالإرهاب فماذا انتم فاعلون؟؟" وتواصل: "لقد طفح الكيل يا أنوزلا، فأنت الذي ما تركت وسيلة للنيل من المغرب إلا لجأت إليها، وما وجدت فرصة إلا انقضضت علينا في جرحنا المقدس اي وحدتنا الترابية، أنت مع وحدة الجزائر بكل ما أوتيت، ومع وحدة إسبانيا ضد النزوع التحرري للكتلان، وعندما يأتي دور المغرب أنت مع تمزيقه إربا إربا، ويا سبحان الله..". كما اتهم عدد من المعلقين المغاربة أنوزلا بالعمالة والخائن لبلاده: "هناك شيء اسمه النظام العام موقع "لكم" لا يحترمه اضافة الى ان الصحفي انوزلا يعد عميلا ومبالغا في عمالته". استياء وغضب في المقابل تحرك العديد من الصحفيين للدفاع عن أنوزلا. ففي بيان صادر عن الصحفيين المغاربة المستقلين اعتبر ان التوقيف هو محاولة جديدة من طرف الدولة لضرب الصحافة المستقلة ومصادرة صوت الاقلام الحرة وتطورا خطيرا في مسلسل التضييق على حرية التعبير والمستمر منذ اشهر عديدة". واستنكر البيان ما اسماه الحملة التحريضية المغرضة والمتسمة بالخطورة والتي تقودها جهات سياسية ضد الصحفي علي انوزلا". كما أنشأت صفحات على الفيسبوك للدفاع عن الصحفي علي أنوزلا والمطالبة بالإفراج عنه واستنكار التعامل مع الصحفيين بهذا الاسلوب. واعتبر البعض ان ما يحصل مع أنوزلا هو "محاولة تصفية حسابات سابقة معه مغلفة بقضية الشريط". " جرب فقط أن تكون صحفيا حرا ، جرب فقط أن لا تكتفي بانتقاد الوزراء ورئيس الحكومة والمدرب الوطني ونجوم الفكاهة ، جرب فقط أن تفضح الفساد الأكبر وأن تشير بالحرف للقضايا المحظورة والمحمية من حراس المقدسات؛ وستجد ألف مبرر أمني لاعتقالك بفيلق من 20 شرطي في صباح مظلم، وسيجدون ألف ملف تافه يدخلك سجن عكاشة أو سجن الفضيحة أو سجن الإقصاء أو سجن المنفى، أو سجن الفقر وقطع الرزق بملفات معدة بحرفية عالية ومدعمة بالأدلة الموثقة - الحرية لعلي أنوزلا-" "أكثر الشعوب المتحضرة تنتقد نفسها و أشيائها ...أما المتخلفون فكريا فإنهم لا يرون فرقا بين النقد والخيانة ...ولكن أكثر الناس لا يفهمون..."...." علي أنوزلا لا يحتاج ان ننادي بحريته. فهو إنسان حر