قال فتح الله ولعلو، رئيس جمعية "الرباط 2013"، التي أحدثت بموجب اتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية وبلدية الرباط من أجل التحضير للمؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، إن العاصمة الرباط ستصبح محطة تاريخية لهندسة مستقبل المدن في القرن الواحد والعشرين.
وأوضحولعلو، رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المؤتمر المنظم من فاتح إلى رابع أكتوبر المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، سيشكل فرصة للتداول حول التجارب الناجحة التي يشهدها عدد من المدن عبر العالم. وقال إن الرباط تعتبر "مركزا إداريا وعلميا حيث تضم أكبر الجامعات والمعاهد على المستوى الوطني، كما تتوفر على بنيات تحتية مهمة ولها طموحات للاضطلاع بدور أكبر على المستوى الاقتصادي من خلال تحقيق تكامل مع مدينة الدارالبيضاء خاصة في القطاعات المالية والخدماتية". بالمقابل، يضيف ولعلو، "تشهد العاصمة مشاكل سنسعى خلال هذا المؤتمر للاطلاع والاستفادة من تجارب مدن أخرى لإيجاد حلول لها بغرض تعزيز إشعاع المدينة على المستوى الدولي". وأكد ولعلو أن المؤتمر الرابع للمدن والحكومات المحلية المتحدة ينعقد في وقت يعرف فيه العالم حركة تمدن واسعة في بعض المناطق وخاصة في إفريقيا، مضيفا أن "حركة التمدن في بلدان الشمال انتهت وأن هاته البلدان أصبحت بلدان مدن بامتياز، وأن تطور المدن ارتبط بوتيرة نمو متدرجة مما أفرز مدنا ناضجة ومتكاملة".
وعلى خلاف ذلك، يقول ولعلو، نجد أن القارة الإفريقية تشهد حركة تمدن سريعة تتجاوز وتيرة النمو مما يخلق مجموعة من الإكراهات والصعوبات خاصة على مستوى توفير البنيات التحتية وانتشار الفقر. كما تعاني بلدان القارة السمراء من "ضعف الحكامة المحلية حيث أنه وعلى خلاف البلدان المتقدمة، نجد أن مشكل العلاقة بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية لا يزال قائما". وعلى مستوى الاستعدادات لاحتضان هذا المؤتمر الدولي، أكد السيد ولعلو أن التحضير يتم على مستويين، المستوى الموضوعاتي والمستوى المادي اللوجيستي. فعلى المستوى الموضوعاتي، أوضح ولعلو أن الجمعية تقوم، في هذا الإطار، بالتنسيق مع منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، الجهة المنظمة لهذا اللقاء، مبرزا أن مواضيع هامة سيتم مناقشتها من قبيل الهجرة وإشكالية التنمية والمرأة، بالإضافة إلى الأوضاع التي تعيشها بعض المناطق عبر العالم خاصة في الشرق الأوسط وحوض المتوسط وإفريقيا. أما على المستوى المادي اللوجيستي، قال السيد ولعلو "إننا نتقدم فيه ونعمل على قدم وساق من أجل توفير ظروف استقبال جيدة للمشاركين خاصة على مستوى الإيواء والتنقل". وأكد أن اللجان الأربعة عشر لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة ستجتمع على هامش هذا المؤتمر، كما سيتم تنظيم حوالي أربعين مائدة مستديرة بمبادرة من مؤسسات دولية وجهوية، أو من قبل بعض الشركات التي تهتم بتدبير الشأن المحلي. وحول مكان احتضان هذا المؤتمر، أوضح السيد ولعلو أن كل ما يتعلق بالجانب التنظيمي أي انعقاد مجلس المدن، والمكتب التنفيذي للمنظمة، وانتخاب المكتب الجديد ورؤساء اللجان سيحتضنه أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة. أما الجانب الثاني للمؤتمر، والمتعلق بالموائد المستديرة فسيحتضنها مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) بالرباط والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني. وإلى جانب فعاليات مؤتمر منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، أكد السيد ولعلو أنه سيتم تنظيم معرض سيعرف مشاركة مجموعة من الدول والشركات المهتمة بقضايا التنمية المحلية، بالإضافة إلى الحضور الوطني من خلال الجهات والمدن والمؤسسات والشركات التي تشتغل في مجال البناء والعمران والتجهيز. وأبرز أن المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة سيعرف حضور عدد من الشخصيات ذات تأثير على المستوى الدولي من بينهم عمدة باريس برتراند دلانوي وهو الرئيس الشرفي لهذه المنظمة، وجورج سامبايو الرئيس البرتغالي السابق والممثل الأعلى للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، بالإضافة إلى عدد من حاملي جائزة نوبل خاصة في مجال الاقتصاد.
وأضاف أن "الحكومات المحلية ستساهم خلال هذا المؤتمر إلى جانب عدد من المنظمات والمؤسسات كالأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي في النقاش حول مستقبل العالم الذي نعيش فيه"، مشيرا إلى أن منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة تسعى إلى تقوية موقعها داخل المنظمة الأممية.