في الوقت الذي شهدت فيه عمالات و اقاليمنا الجنوبية حركة دؤوبة و نشيطة خلال شهرأكتوبر من السنة الفارطة، إقبالا كبيرا للمعطلين المنحدرين من هذه الاقاليم ،والمصحوب بأقصى درجات النشوة و الفرحة و السعادة خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى قصد الاستفادة من عملية التوظيف المباشر في القطاع العام تظرا لوجود مناصب مالية مخصصة لهذه الجهة بما فيها من تمييزومحاباة لأبناء هذه الأقاليم و إقصاء لباقي المعطلين لسنوات طويلة في المدن المغربية الأخرى . فإن الملاحظ أن ابناء شريحة اخرى من الشعب المغربي تعيش النكد و المزيد من المعاناة بل المأساة التي عمرت لما يفوق 35سنة من شأنها أن تؤدي إلىاحتقان اجتماعي، قد تكون له نتائجه في حالة عدم تداركه في القريب العاجل، انها شريحة ايتام وارامل شهداء و اسرى و مفقودي الصحراء المغربية، الذين لازالوا ينتظرون تفعيل و أجرأة تعليمات صاحب الجلالة منذ سنة 2008 ، لطي ملفهم الاجتماعي و الحقوقي بشكل نهائي نخص منه بالذكر على سبيل المثال لا الحصر ملف تشغيل المعطلين من ابناء الشريحة من حملة الشواهد الجامعيةو الدبلومات لما يزيد عن 16 سنة. فقد فوجئ ايتام الشهداء و ابناء الاسرى المفرج عنهم و المفقودون بولاية اكادير و عمالة انزكان ايت ملول باعتبارها بوابة الجنوب باقصائهم من عملية التوظيف المباشر الجارية اطوارها مؤخرا بالاقاليم الجنوبية التي من اجلها استرخص الشهداء ارواحهم و قدموا دماءهم التي لازالت بأريجها تعطر رمال الصحراء المغربية, كما افنى من اجلها العديد منهم زهرة عمره، في مخيمات الذل و العار بتندوف تحت اشكال و صنوف من التعذيب الجسدي و النفسي لازالت اثاره بادية عليهم بعد الافراج عنهم ، هؤلاء الذين تم استقبالهم بالنكران في الوقت الذي تم استقبال جلاديهم بالاحضان و تمتيعهم بامتيازات لا حصر لها ، هذا دون نسيان العديد منهم ممن لازال مصيرهم مجهولا لحدود كتابة هذه السطور، منهم من قضى نحبه تحت التعذيب او رميا بالرصاص و دفن في مطرح للنفايات بتندوف اطلق عليه الاسرى المفرج عنهم " مقبرة الشهداء". فالمعطلون من ابناء هذه الشريحة الذين تم تناسيهم و إقصائهم و ابعادهم من كل من هذا النوع من التوظيف دون الحديث عن عدم تفعيل نسبة 25% في المباريات المخصصة اصلا لغيرهم ،يرون انه اذا كان جزاؤهم و جزاء ابائهم جزاء سنمار, او كمن زرع ليأتي غيره ليجني بدون تعب و لا كلل، يطلبون من الدولة المغربية عدم تناسي تضحيات هؤلاء الابطال الذين استرخصوا ارواحهم في سبيل القضية الوطنية الاولى قضية الصحراء المغربية و لبوا النداء لينالوا الشهادة من اجلها رافضين الاستسلام للعدو مقبلين غير مدبرين, و ذلك بالالتفات لأراملهم و لأيتامهم شأنهم شان جميع إخوانهم في الاقاليم الجنوبية المغربية باعتبار ان الحق في التشغيل من مشتملات الملف الاجتماعي و الحقوقي لهذه الاسر و هو كذلك - الملف- جزء لا يتجزء من قضية المغاربة الاولى و احد افرازاتها -القضية- التي خيضت الحرب من أجلها و كانت لها تداعيات لازالت تدمي قلوب الكثيرين ممن لم يجدوا قلوبا رحيمة تقدر و تعترف بالتضحيات الجسام التي قدمها ذووهم في سبيل الدفاع عن سيادة الدولة المغربية داخل حدودها الجغرافية و صد الاعداء في نكران للذات. وإذا كان المعطلون من أيتام الشهداء و ابناء الاسرى و المفقودين يعيشون بمدينة ايت ملول خصوصا، حالة من الغليان قد تؤدي الى احتقان اجتماعي بسبب التهميش الذي طالهم و لازال لاسباب مجهولة بما فيها من انتقاص لحقوق المواطنة , هدا ان لم نقل ان أحكاما صادرة في حقهم قاضية بتجريدهم من حقوق المواطنة دون علمهم، او انهم اشخاص غير مرغوب فيهم بالمرة ، قد تم التخلي عنهم بعد ان تم استتباب الامن و عم السلم، و جزء كبير من اغنياء الحرب كما اغنياء الكوارث أصبح يرفل في النعيم، فانهم-المعطلون- لازالوا في الجحيم لما يزيد عن 35 سنة غرباء في وطن يعتزون بالانتماء اليه و الولاء لمؤسساته الدستورية و ان كانت قسوته تجعل مستقبلهم غامضا و لا تربطهم به رابطة -المستقبل- فحالة الغليان المعبر عنها في اوساط الشريحة بسبب الاقصاء و التهميش من عملية التوظيف المباشر جعلت الجميع على استعداد لخوص اشكال نضالية تصعيدية سيكون لها وقعها و تأثيرها بالمنطقة في سبيل انتزاع حقهم في الشغل كحق دستوري و كحق تنص عليه كل الشرائع و المواثيق الدولية حفظا لكرامتهم وحقهم وأسرهم في العيش الكريم. و اختم بأبيات شعرية من قصيدة نظمتها مؤخرا :
في سبيل القضية لبوا الندا نالوا الشهادة في صد العدا أحياء عند ربهم في الدرجات العلا في قلوب أمة أموات بلا صدى مفقود قتل في تندوف الصحرا في مزبلة دفنوه أاسموها مقبرة الشهدا أسير أفنى زهرة عمره في الفلا بعد إفراج حائر بين هذا و ذا