نظم فرع الجمعية المغربية لشهداء وأسرى ومفقودي الصحراء المغربية بأيت ملول، الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة إنزكان أيت ملول شارك فيها العشرات من المحتجين، انطلقت من الساعة العاشرة صباحا وامتدت لساعتين، وردد خلالها المتظاهرون مجموعة من الشعارات المنددة بالأوضاع المزرية لعائلات هذه الشريحة من قبيل: «يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح، آباؤنا حاربوا دون استسلام والمسؤولين رافضين حتى الكلام، الأرامل مكلومة حقوقها مهضومة». وحسب بيان لفرع الجمعية توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن هذه الوقفة تأتي في إطار الاستعداد لمخيم الغضب وتنفيذ أولى خطوات البرنامج النضالي التصعيدي الذي أعلن عنه في وقت سابق المكتب الوطني للجمعية، نتيجة نهج سياسة صم الآذان من طرف المسؤولين محليا وجهويا. وبسبب التنكر لتضحيات واستبسال شهداء وأسرى الحرب في الدفاع عن قضية المغاربة الأولى، والتهميش والإقصاء اللذين تعرضت لهما أسرهم لما يزيد على 30 سنة، وهول الأوضاع المأساوية التي تعيشها والتي تزداد تفاقما.ومن جانبه، قال ابراهيم العيرج، كاتب الفرع المحلي في تصريح ل»المساء»، إن أبناء الشريحة بولاية أكادير وعمالة انزكان أيت ملول، بوابة الجنوب، تفاجؤوا بإقصائهم من عملية التوظيف المباشر، في وقت باتت فيه أوضاع هذه الشريحة تزداد تفاقما مع ارتفاع نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات والدبلومات، ناهيك عن هزالة المعاشات المخصصة للأرامل، والتي لا تتجاوز في الأقصى 1600 درهم شهريا، وكذا إفراغ بطاقات «مكفول الأمة» و«محارب قديم» و«أسير مفرج عنه» المسلمة من طرف الجهات المعنية من أي مضمون نفعي. وقال العيرج: «إننا كأبناء الشريحة نستنكر الطريقة التي تم اعتمادها من أجل إرضاء ساكنة الأقاليم الجنوبية التي ضحى من أجلها آباؤنا بأرواحهم وحرياتهم، بما فيها من تمييز وانتهاك لحقوق المواطنين في التمتع بحقوق المواطنة بشكل متساو، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى. وحمل العيرج الجهات المسؤولة استمرار هذا الوضع «الشاذ»، وتبعات ما ستؤول إليه الأمور في حال عدم التدخل العاجل من أجل تداركه. خاصة بعد الإقصاء الذي تعرض له المعطلون من أيتام شهداء الصحراء وأبناء المفقودين والأسرى المفرج عنهم من عملية التوظيف المباشر في القطاع العام على غرار أبناء الأقاليم الجنوبية. واستطرد المتحدث أن عائلات الشريحة لازالوا ينتظرون تفعيل وأجرأة تعليمات الملك منذ سنة 2008، لطي ملفهم الاجتماعي والحقوقي بشكل نهائي، خاصة ملف تشغيل المعطلين من حملة الشهادات الجامعية والدبلومات لما يزيد على 16 سنة. إلى ذلك، أكدت عائلات الشهداء عزمها على الاستمرار في خوض كافة الأشكال النضالية إلى غاية تحقيق مطالبها.