نظمت أرامل ونساء حي الشهداء بمدينة أيت ملول، الأسبوع المنصرم، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة الإقليم شارك فيها العشرات من النساء المحتجات، يطالبن من خلالها بإنصافهن من الحيف الذي لحقهن من طرف مسؤولي المجلس البلدي، خاصة بعدما تم استثناء حيهن من الإصلاحات المتعلقة بالتعبيد والتبليط. وقد رفعت خلال هاته الوقفة شعارات منددة بحالة التهميش والإقصاء التي طالت حي الشهداء من قبيل (باركا من الحكرة قلتونا بالغبرة). وحسب بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن هاته الوقفة تأتي في خضم تجاهل الجهات المسؤولة للملف المطلبي لساكنة الحي، والذي سبق التطرق إليه من طرف فعاليات جمعوية مدنية، خلال جلسة حوار جمعتهم بمسؤولي المجلس البلدي، حيث أكدوا من خلالها على حقهم المشروع في استفادة حي الشهداء من أشغال الإصلاح على غرار باقي الأحياء الأخرى، إلى جانب ربط الحي بوسائل النقل العمومية المؤدية إلى مدينة أكادير دون أي اعتبارات سياسية. وأضاف البلاغ نفسه، أنه ورغم رمزية حي الشهداء، الذي يعد من أقدم أحياء المدينة، حيث يضم شريحة سكنية متميزة، تتشكل أساسا من عائلات شهداء وأسرى ومفقودي الصحراء المغربية، فإن المجلس البلدي عمل على تهميش وإقصاء هذا الحي السكني لأسباب سياسيوية ضيقة، واستمراره في نهج أسلوب الإقصاء الممنهج لساكنة الحي عقابا لهم على عدم تصويتهم لصالح حزب الأغلبية خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، في تناقض صارخ والمطالب الاجتماعية البسيطة لساكنة الحي. ومن جانبها صرحت فتيحة العيرج، منسقة لجنة الحوار، بأن النساء اضطررن إلى الخروج بشكل عفوي والتظاهر أمام عمالة الإقليم، بعد يأسهن من طول انتظارهن لمطالبهن العادلة والمشروعة، وعدم أخذ المجلس البلدي بعين الاعتبار السلبيات المترتبة على عدم الشروع في أشغال تبليط وتعبيد هذا الحي السكني الآهل، خاصة وأن النساء والأطفال هم أول المتضررين من تطاير الغبار والأتربة التي تصل إلى داخل البيوت، وما يترتب عليها من انتشار بعض الأمراض كالربو والحساسية، وأكدت العيرج على عزم النساء خوض كافة الأشكال النضالية إلى غاية استجابة الجهات المعنية لمطالبهن العادلة. ومن جانبه قال الحسين أضرضور، رئيس المجلس البلدي لايت ملول، إن هاته الوقفة غير مبررة وتحركها أطراف لها حسابات ضيقة هدفها الأساسي هو المعارضة من أجل المعارضة فقط، وأضاف اضرضور أن المجلس أخذ على عاتقه تعبيد وتبليط كل أزقة وشوارع حي الشهداء باستثناء بعض الأزقة التي تخالف التصاميم الموضوعة والتي عمل ساكنتها على احتلال مساحات خارجية واعتبارها حدائق تابعة لمنازلهم بدون أي سند قانوني، وأكد أضرضور «أن المجلس لن يعمل على برمجة هاته الأزقة حتى لا نعمل بدورنا كمسؤولين على خرق القانون وتصاميم التهيئة. يشار إلى أن الوقفة انتهت بفتح مسوؤلي عمالة الإقليم لحوار مع لجنة ممثلي النساء، ودعوتهن في هذا الصدد إلى تكوين لجنة محلية يعهد إليها بالنظر في مطالب ساكنة الحي المذكور بحضور السلطة المحلية والمجلس البلدي وممثلي النساء.