"نقل ناشط من حركة 20 فبراير معتقل بسجن 'سلا 2' إلى وجهة مجهولة بعد ظهوره في فيديو يدعو إلى نصرة الحركة"، تحت هذا العنوان كتب علي أنوزلا مقالا في موقعه لكم وهو الموقع الذي اختار له خطا تحريريا منفردا، خط تحريري هدفه الوحيد ضرب المؤسسات، أي مؤسسات، من أجل إحداث الفوضى التي ينتعش فيها خصوم المغرب حتى من بين أبنائه الذين وضعوا أنفسهم رهن إشارة عدو المغرب.
فالناشط الذي يتحدث عنه أنوزلا، والذي يلصقه لصقا بحركة 20 فبراير، هو لقمان الراوي من حركة أنصار وزان، وهي الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها في وقت سابق، حيث تم اعتقال تسعة أشخاص من أعضاء الخلية، الذين "وضعوا حاجزا أمنيا مزيفا، على مقربة من مدينة وزان، في محاولة استيلاء على بضائع كانت في حوزة مهرب ينشط بالمنطقة". وأفادت المعطيات أن الخلية كانت تقوم بتحضير "صنع متفجرات اعتمادا على الإنترنيت" و"السطو على محلات تجارية بسلا بهدف ضمان تمويل مشاريعها الإجرامية". وتم حجز سكينين من الحجم الكبير وقناعين، زيادة على حبلين أحدهما معد للشنق، وصدريتين، ومصباح يدوي، و "معدات تسهل الأعمال الإجرامية"، بالإضافة "لأعلام سوداء ترمز لتنظيم القاعدة".
وحسب موقع لكم فقد "طالب لقمان في الشريط المتوصل بنسخة منه من طرف موقع "لكم.
كوم" كل "المناضلين" بالحفاظ على شعار محاربة الفساد كشعار أساسي للحراك الإجتماعي، معتبرا الإعتقال السياسي هو التجلي الأبرز للفساد"، مضيفا أن حركة 20 فبراير "رسالة وليست فسحة زمنية وكل فرد مغربي هو معني بها". واعتبر لقمان المحسوب على حركة "أصدقاء وزان"، كل ماجرى في المغرب منذ ظهور حركة 20 فبراير هو فقط مناورة لإحتواء الحراك، مشيرا إلى أنه "لا معنى لتعديل الدستور قبل طي انتهاك الدستور"، داعيا إلى "انفتاح الحركة كل مكونات الشعب وإشراكهم في التغيير"، قبل أن يختم كلمته بشعار"عاش الشعب المغربي حرا أبيا شاء من شاء وأبى من أبى".
يريد علي أنوزلا أن يقوم بحركة غريبة، حركة تسعى إلى نقل لقمان الراوي من معتقل على ذمة الإرهاب إلى مناضل في حركة 20 فبراير، وهو سعي خبيث للمزاوجة بين الإرهاب والنضال السياسي وتحويل المعتقلين على ذمة الإرهاب إلى معتقلين سياسيين.
ولقد لاحظنا كيف يتحدث لقمان عن الاعتقال السياسي وعن الدستور رغم أن الحركة الإرهابية التي هي امتداد إما تنظيمي أو فكري للقاعدة لا تؤمن بالديمقراطية والدستور، وتعتبر كل ذلك كفرا بواحا. ولأول مرة نسمع واحدا من التنظيمات الإرهابية يتحدث عن مكونات الشعب الذي ظلت طوال الوقت تنظيمات علمانية كافرة، أما الدولة المدنية فهي مؤامرة ضد شرع الله، ولا بد من إعلان الجهاد لقيام الدولة الإسلامية. وما قام به لقمان هو نفسه ما نراه في العديد من المجتمعات العربية حيث كيفت التيارات التكفيرية نفسها مع الواقع ومع التحولات حتى يتسنى لها أن تجد موقع قدم لها تم تنقض على الجميع.
وهذا دأب علي أنوزلا ومن سار على نهجه، فحتى الانفصاليين الذين قتلوا عناصر من القوات العمومية هم معتقلون سياسيون، وربما اعتقال علي أنوزلا على ذمة إصدار شيك دون رصيد سيتحول في تاريخه إلى فترة اعتقال سياسي.