أكدت كوريا الشمالية الثلاثاء أنها أجرت تجربة نووية ثالثة "بنجاح" مشيرة إلى أنها استخدمت هذه المرة قنبلة مصغرة وأفادت أن عمليتها جاءت ردا على "عداء" الولاياتالمتحدة، في خطوة لقيت تنديدا وغضبا عالميا شديدين لا سيما من واشنطن وموسكو والأمم المتحدة حيث سيعقد مجلس الأمن جلسة طارئة. وأعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية انه "تم إجراء تجربة نووية ثالثة بنجاح".
وأوضحت أن "هذه التجربة النووية العالية المستوى اتسمت خلافا للتجربتين الماضيتين بقوة تفجير اكبر واستخدمت قنبلة مصغرة اقل وزنا".
واستخدام قنبلة مصغرة يثير مخاوف القوى الكبرى لأنه يشير إلى أن بيونغ يانغ باتت تمتلك التكنولوجيا المتطورة التي تسمح لها بصنع قنبلة صغيرة الحجم بحيث يمكن تثبيتها على رأس صاروخ.
وكان الغموض لا يزال حتى الآن يخيم على قدرة النظام الشيوعي على تطوير رأس نووية لصاروخ بعيد المدى.
وفي حال كانت بيونغ يانغ توصلت فعليا إلى صنع قنبلة مصغرة، فهذا سيحدث تغييرا جذريا في الوضع، لا سيما بعدما نجحت في مطلع ديسمبر في إرسال صاروخ إلى الفضاء، ما أشار إلى تقدم كبير في سيطرتها على التكنولوجيا البالستية.
وأضافت الوكالة أن "التجربة النووية جرت في إطار تدابير تهدف إلى حماية أمننا القومي وسيادتنا من العداء المتواصل من جانب الولاياتالمتحدة التي انتهكت حق جمهوريتنا في القيام بعمليات سلمية لإطلاق أقمار صناعية".
وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما الثلاثاء أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الثلاثاء "استفزازية" لا تزيدها أمانا، داعيا إلى تحرك دولي "سريع" و"ذي صدقية" ردا عليها.
وأكد اوباما في بيان أن "الولاياتالمتحدة ستواصل اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أنفسنا وحماية حلفائنا.
وسوف نعزز التنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا".
وتابع أن "هذه الاستفزازات لا تجعل كوريا الشمالية أكثر أمانا" ردا على إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة نووية ثالثة "بنجاح" بهدف "حماية أمننا القومي وسيادتنا من العداء المتواصل من جانب الولاياتالمتحدة".
وتابع اوباما في البيان انه "بدل أن تحقق هدفها المعلن بان تصبح امة قوية ومزدهرة، فان كوريا الشمالية زادت على العكس من عزلتها ومن فقر شعبها بسعيها غير الحكيم إلى امتلاك أسلحة دمار شامل وصواريخ لإطلاقها".
وأكد أن هذه التجربة "الشديدة الاستفزاز" والتي جرت بعد إطلاق صاروخ بالستي في 12 ديسمبر تنسف الاستقرار الإقليمي وتنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا صباح الثلاثاء في الساعة 9:00 (14:00 تغ) لبحث سبل الرد على هذه التجربة، على ما أفاد دبلوماسي دولي.
كما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التجربة النووية معتبرا أنها "مزعزعة للاستقرار بشكل كبير"، على ما أعلن المتحدث باسمه الثلاثاء.
وقال المتحدث مارتن نسيركي "انه انتهاك واضح وخطير لقرارات مجلس الأمن".
ودانت روسيا أيضا التجربة النووية الجديدة معتبرة أنها تشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي، على ما أفادت وكالة انترفاكس نقلا عن مصدر دبلوماسي.
وقال المصدر "اننا ندين هذه العمليات التي تقوم بها كوريا الشمالية ونعتبرها انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي، على غرار عملية إطلاق الصاروخ البالستي التي جرت في السابق".
أما لندن فقد اعتبرت أن خطوة بيونغ يانغ تتطلب "ردا قويا".
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان "إنني أدين بشدة هذا العمل الذي ينتهك القرارات 1718 و1874 و2087 لمجلس الأمن الدولي".
وأضاف أن المملكة المتحدة "ستباشر مشاورات عاجلة مع شركائها في مجلس الأمن وتدعو إلى رد قوي على هذا التطور الأخير".
وأعلن الوزير أن "تطوير كوريا الشمالية قدرات نووية وصواريخ بالستية يشكل خطرا على الأمن الدولي والإقليمي" منددا "باستفزازاتها المتكررة".
وقال إن على كوريا الشمالية أن "تختار"، إما أن "تتوقف عن تطوير برامجها النووية وصواريخها البالستية وتعود إلى طاولة المفاوضات أو أن تواجه مزيدا من العزلة وعقوبات مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي".
وأعلن رئيس وزراء اليابان شينزو ابي الثلاثاء أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية تشكل "خطرا كبيرا" على بلاده.
وقال ابي في بيان أن هذه التجربة "هي خطر كبير على سلامة بلادنا وتحد كبير" لتدابير نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها مؤكدا انه "لا يمكن السماح بها".