نددت المجموعة الدولية بشدة الاحد بقيام كوريا الشمالية باطلاق صاروخ ، لكن الصين وروسيا دعتا في المقابل الى «ضبط النفس». واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه تم اطلاق صاروخ فيما تحدثت بيونغ يانغ عن اطلاق قمر اصطناعي للاتصالات ووصف هذه الخطوة بانها «استفزاز». وقال اوباما من براغ حيث سيحضر قمة مع الاتحاد الاوروبي ان «اطلاق صاروخ تايبودونغ-2 اليوم يشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الامن الدولي رقم1718 الذي يحظر بشكل واضح على كوريا الشمالية القيام بنشاطات مرتبطة بصواريخها البالستية». ثم دعا اوباما خلال خطاب القاه في براغ الى «رد دولي قوي»بعد اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى. ودعت الولاياتالمتحدةواليابان التي حلق الصاروخ في اجوائها بضع دقائق، على الفور الى اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي. واعلن دبلوماسي مكسيكي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر ان المجلس سيعقد بعد ظهر الاحد اجتماعا طارئا لهذه الغاية. وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «اسفه» لاطلاق الصاروخ الذي «يتعارض مع جهود تشجيع الحوار والسلام الاقليمي والاستقرار». من جهته ندد الرئيس الوزراء الياباني تارو آسو بما اعتبره «عملا استفزازيا» . وقال «نريد معالجة مسالة كوريا الشمالية بالتعاون مع المجموعة الدولية بما يشمل هذه القضية التي تشكل بوضوح انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي». من جهته اعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية تاكيو كاوامورا انه تم تقديم احتجاج لسفارة كوريا الشمالية في بكين. ونددت كوريا الجنوبية الحليفة الثانية للولايات المتحدة في المنطقة، بخطوة بيونغ يانغ واعتبرتها «انتهاكا واضحا» للقرار1718 الذي اعتمده مجلس الامن عام 2006 . من جهتها دانت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي «بشدة» اطلاق الصاروخ ودعت كوريا الشمالية الى الالتزام بقرار الاممالمتحدة. كما دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بشدة هذه الخطوة. ودانت فرنسا ايضا خطوة كوريا الشمالية معتبرة انها «تهدد السلام والاستقرار الاقليمي». وقال بيان صادر عن الخارجية الفرنسية ان «فرنسا تدين اطلاق صاروخ من قبل سلطات كوريا الشمالية» وتعتبر ان ذلك «يشكل انتهاكا لالتزامات بيونغ يانغ بموجب القرار 1718 » الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي يطلب من كوريا الشمالية الامتناع عن اي تجربة نووية او اطلاق صاروخ بالستي. ونددت استراليا ايضا باطلاق الصاروخ الكوري الشمالي حيث اعتبر رئيس الوزراء كيفن راد هذه الخطوة «استفزازا»وانتهاكا لقرارات الاممالمتحدة. في المقابل امتنعت الصين وروسيا، الدولتان الدائمتا العضوية في مجلس الامن، عن انتقاد بيونغ يانغ. وقالت الصين حليفة كوريا الشمالية والمجاورة لها انها «اخذت علما بقيام كوريا الشمالية بعملية الاطلاق». واعلنت وزارة الخارجية الصينية «نأمل ان تبدي الاطراف المعنية ضبط النفس والهدوء لادارة الوضع بشكل مناسب والحفظ على السلام والاستقرار في المنطقة». ودعت روسيا ايضا الى ضبط النفس. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية «نسعى لمعرفة ما اذا كان ذلك يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي وندعو كل الاطراف المعنية الى الامتناع عن اي عمل يمكن ان يؤدي الى تصعيد في شبه الجزيرة الكورية». وتخوض روسيا والصين مع كوريا الشمالية الى جانب كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدةواليابان المفاوضات السداسية الهادفة الى نزع اسلحة بيونغ يانغ النووية. من جهتها اعلنت كوريا الشمالية ان «برنامجها الفضائي غاياته سلمية« ونال »دعم احزاب سياسية ومجموعات في العديد من الدول الاجنبية» لا سيما الاحزاب الشيوعية في دول اخرى كما افادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية. وكان وزير الخارجية الكوري الجنوبي صرح بأن الصاروخ الكوري الشمالي الذي اطلق الاحد يحمل فعلا قمرا اصطناعيا كما ذكرت بيونغ يانغ التي اكدت ان القمر وضع في المدار بنجاح. وقال يو ميونغ هوان للصحافيين ان «الشمال حاول على ما يبدو اطلاق قمر اصطناعي لكن معرفة ما اذا كان نجح او لم ينجح يتطلب تحليلا معمقا». واضاف انه لا يمكن معرفة ما اذا كان القمر وضع فعلا في المدار على الفور. وكانت وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب نقلت عن مسؤول حكومي كوري جنوبي قوله ""نعتقد ان كوريا الشمالية اطلقت صاروخا يحمل قمرا اصطناعيا"". واضاف المسؤول « لكن هذا لا يعني بالضرورة ان عملية الاطلاق ناجحة». وكانت كوريا الشمالية اعلنت انها ستضع في المدار «قمرا اصطناعيا للاتصالات» سيحلق فوق شمال اليابان. وتشتبه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بان اطلاق القمر يخفي تجربة لاطلاق صاروخ بعيد المدى. ومن الصعب تحديد طبيعة العملية اذ ان اطلاق الصاروخ والقمر الاصطناعي يعتمدان على تقنيات واحدة. في حين ،اعلن الجيش الاميركي ان كوريا الشمالية فشلت في وضع قمرها الاصطناعي في المدار، مؤكدا ان الصاروخ «سقط في المحيط الهادئ»، وذلك خلافا لتأكيدات بيونغ يانغ بانها نجحت الاحد في وضع قمر اصطناعي في المدار. وفي نفس الإطار،اعلن ناطق باسم السفير المكسيكي في الاممالمتحدة كلود هيلر الذي يرئس مجلس الامن الدولي خلال الشهر الجاري ان المجلس عقد اجتماعا عاجلا الاحد لمناقشة مسألة اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي. وقال ماركوس موراليس ان الدول ال15 الاعضاء في المجلس اجتمعت الاحد للبحث في اطلاق الصاروخ الذي تعتقد واشنطن وحلفاؤها انه صاروخ بعيد المدى من طراز «تايبودونغ2 » . وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان عن اسفه لاطلاق هذا الصاروخ «على الرغم من الدعوات الحازمة التي اطلقتها الاسرة الدولية». وقال «نظرا للوضع الهش في المنطقة والطريق المسدود الذي وصلت اليه المبادلات بين الاطراف المعنية, تأتي عملية الاطلاق هذه مخالفة للجهود التي تبذل لتشجيع الحوار والسلام الاقليمي والاستقرار». وفي مقر الاممالمتحدة في نيويورك، قال دبلوماسيون طالبين عدم كشف هوياتهم ان الصين وروسيا قد تعرقلان اي محاولة للولايات المتحدة وحلفائها للتصويت على عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. الا ان دبلوماسيا غربيا قال طالبا عدم كشف هويته ان مجلس الامن يمكن ان يتبنى قرارا او اعلان غير ملزم يؤكد مجددا القرارات السابقة.