حثت الولاياتالمتحدة الصين على التدخل لدى كوريا الشمالية، لدفع الأخيرة لكبح جماحها فيما يتعلق بطموحاتها النووية، كما دعتها وروسيا لاتخاذ عقوبات تأديبية ضدها، في حين أعلنت طوكيو أنها ستتخذ قرارا بهذا الصدد الجمعة المقبلة، وذلك بعد فشل مجلس الأمن فجر اليوم في اتخاذ قرار بشأن إطلاق بيونغ يانغ صاروخا طويل المدى. وقال جون ماكين، الذي فشل بالفوز بالانتخابات الأميركية الرئاسية الأخيرة، إن الجميع يعلم أن الصين هي الأقدر على التأثير على مواقف كوريا الشمالية داعيا مجلس الأمن لتبنى قرارا قوي تجاهها، وقال "إن الوقت آن للعودة للقرارات القوية بما فيها تبني قرارات تأديبية ضد النظام في بيونغ يانغ". ودعا ماكين موسكووبكين للانضمام لما أسماها رغبة المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة في معاقبة كوريا الشمالية لقيامها "بتحدي رغبة المجتمع الدولي". من جانبها , أعلنت اليابان أنها ستتخذ يوم الجمعة القادم , قرارات بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية لقيامها بإطلاق صاروخ طويل المدى اخترق الأجواء اليابانية، على حد تأكيد طوكيو. ولم يستبعد الناطق باسم الحكومة في طوكيو، أن تشمل العقوبات الجديدة لليابان التشديد على الصادرات اليابانية لكوريا الشمالية، وكذلك فرض قيود جديدة على التحويلات المالية. وكان السفير الياباني لدى الأممالمتحدة ، يوكيو تاكاسو، قد أكد عقب الجلسة، أن بلاده تدرس مع أعضاء مجلس الأمن ما يمكن اتخاذه من إجراءات، وشدد على أن بيونغ يانغ خالفت بإطلاقها الصاروخ قرارات مجلس الأمن. وتأتي هذه التطورات في المواقف الأميركية واليابانية بعد نجاح الصين وموسكو في إفشال مساعي طوكيو وواشنطن باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ضد كوريا الشمالية عقب إطلاقها صاروخا طويل المدى. وبعد ثلاث ساعات من النقاش، خرج سفير المكسيك لدى الأممالمتحدة، كلود هيلر، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، بمجرد تصريح شفهي للصحفيين أعرب فيه عن استعداد أعضاء المجلس للالتقاء مرة أخرى لعقد المزيد من المشاورات. وفي الوقت الذي وصفت فيه طوكيو وواشنطن إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي بأنه أمر خطير وانتهاك للقوانين الدولية يستوجب ردا قويا من مجلس الأمن، طالبت الصين وروسيا الجميع بالالتزام بالهدوء وممارسة ضبط النفس والتعامل مع الأمر بما يحفظ أمن وسلامة المنطقة، وأكدت بكين استعدادها للعب دور بناء بهذا الشأن. وقال سفير الصين لدى الأممالمتحدة، تشانغ يسوي، للصحفيين عقب جلسة المناقشات التي انتهت في ساعة متأخرة ، إن أي تحرك يقوم به مجلس الأمن إزاء إطلاق كوريا الشمالية صاروخا ، يجب أن يكون "حذرا ومتناسبا". في حين قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحد ة ، سوزان رايس، إن أعضاء المجلس عبروا عن مواقف قوية أثناء المشاورات ضد ما وصفتها بالخطوة الكورية الشمالية. وتقول الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية إن الصاروخ، الذي أطلقته كوريا الشمالية، فشل في وضع القمر الصناعي في مداره , وإن أجزاء منه سقطت في بحر اليابان، بينما استقر المتبقي مع حمولته في المحيط الهادئ، وذلك رغم تأكيد بيونغ يانغ نجاح عملية الإطلاق. وتخشى واشنطن أن ما تقول بيونغ يانغ إنها تجربة لإطلاق قمر صناعي للاتصالات، ليس سوى غطاء لاختبار صاروخ بعيد المدى قادر على حمل رؤوس نووية، وقد يصل مداه نظريا إلى شمال أميركا. ويجمع المراقبون على أنه في ضوء هذه المواقف المتناقضة التي تنحصر بموقف الصين وروسيا مقابل الولاياتالمتحدةواليابان، قد يستغرق الأمر ربما أسبوعا أو أكثر قبل أن يتمكن المجلس من الخروج بموقف موحد، سيكون في الأغلب بيانا رئاسيا وليس قرارا جديدا.