ينظم إسلاميون مظاهرات حاشدة في شتى أنحاء مصر اليوم السبت دعما للرئيس المصري محمد مرسي.
ومن المقرر أن تقدم الجمعية التأسيسية المعنية بصياغة دستور مصر الجديد مسودة الدستور اليوم إلى مرسي بعد أن انتهت منها في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة.
ومن المقرر أن يطرح مرسي مسودة الدستور على استفتاء شعبي يجري خلال 15 يوما.
وشارك عشرات الالاف من المصريين في احتجاجات ضد مرسي أمس الجمعة ووقعت اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين للرئيس ومتظاهرين معارضين له أثناء الليل في الاسكندرية والمحلة الكبرى.
وهتف متظاهرون في ميدان التحرير //الشعب يريد اسقاط النظام// وهو نفس الهتاف الذي كان يردده المحتجون هناك قبل نحو عامين في انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق حسني مبار.
وتواجه مصر أزمة جديدة منذ الاسبوع الماضي عندما أصدر مرسي اعلانا دستوريا يحصن قراراته من القضاء قائلا ان هذا الاجراء مؤقت من أجل الاسراع بالتحول الديمقراطي في مصر ويسقط باعلان دستور جديد للبلاد.
وأثار الاعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر تشرين الثاني -بعد يوم من اشادة العالم بمرسي لتوسطه في تهدئة في غزة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية /حماس/ -استياء معارضي الرئيس المصري ووسع الانقسامات بين المصريين ومجموعهم 83 مليون نسمة.
واندلعت احتجاجات نظمتها قوى المعارضة المختلفة التي وحدها الاعلان الدستوري اذ ترى انه يعطي مرسي سلطات واسعة. وقتل شخصان أحدهما في ميدان التحرير في حين قتل الاخر وهو من الاخوان المسلمين في دمنهور في اشتباكات وقعت بين مؤيدي مرسي ومعارضيه.
وأغضب مرسي الكثير من القضاة الذين يجب بمقتضى القانون أن يشرفوا على الاستفتاء. ويحصن الاعلان الدستوري القرارات السيادية لرئيس الجمهورية غير أن مرسي تعهد بدعم استقلال القضاء.
ووضعت مناورة مرسي معارضيه من ليبراليين ويساريين ومسيحيين واخرين في مأزق. اذا تمكنوا من الوصول بنتيجة الاستفتاء الى الرفض فسيحتفظ الرئيس بالسلطات التي منحها لنفسه.
الا أن جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي والمنظمة بشكل جيد والسلفيين مقتنعين بقدرتهم على الوصول بالاستفتاء الى القبول ويحشدون أنصارهم وملايين المصريين الذين سئموا الفوضى السياسية.
وينظم الاسلاميون مظاهرات اليوم أمام جامعة القاهرة بالجيزة وقالوا انهم ابتعدوا عن ميدان التحرير حيث يعتصم محتجون معارضون.
وقال معارض كبير أمس ان سمير مرقص مساعد مرسي لشؤون التحول الديمقراطي والمسيحي الوحيد في الفريق الرئاسي استقال من منصبه وانضم لجبهة الانقاذ الوطني أكبر حركة معارضة في البلاد.
وقال أحد المحتجين في ميدان التحرير ويبلغ من العمر 43 عاما وعضو في حزب الدستور الذي أسسه المعارض محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة //نرفض الاستفتاء على الدستور والجمعية التأسيسية التي لا تمثل كل قطاعات المجتمع.//
وذكرت عدد من الصحف المستقلة أنها ستحتجب عن الصدور يوم الثلاثاء. وقالت صحيفة أيضا أن ثلاث قنوات فضائية خاصة ستتوقف عن البث يوم الاربعاء.
ومن المقرر أن تجري انتخابات مجلس الشعب بعد صدور الدستور. والبلاد دون مجلس تشريعي منذ أن حلت المحكمة الدستورية العليا مجلس الشعب المنتخب والذي كان يهيمن عليه الاسلاميون في يونيو حزيران.