اصبحت اخبار موقع ويكيليكس تشد انظار العالم وتقض مضاجع الحكام واصحاب القرار بطلعاتها الابتزازية فهي لا تعدو ان تكون استثمارا للوثيقة التي اصدرها البيت الابيض في 20 شتنبر 2002 بعنوان (الاستراتيجية الامريكية للامن القومي ) والتي وقعها الكمبرادور جورج بوش الى جانب صقور البيت الابيض ((....امريكا وحدها المسؤولة عن امن العالم وحريته بل انها هي مصدر القيم الوحيد ولذلك ستعمل على تسيد قيمها في كل ارجاء العالم من خلال عملية تغيير واسعة المدى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا)) ان هذه الخطة الامريكية تسعى الى تكسير حاجز رقابة الشرعية الدولية بعدم احترام مبدا السيادة والاستقلالية , وفلسفتها الميكيافيلية التي تقر بمبدا الغاية تبرر الوسيلة جعلها ترتكب حماقات كبيرة لن ينساها التاريخ, كمهاجمة قاعدة بيرل هاربر وابتكار امراض وهمية لترويج الادوية الامريكية ونسف برج التجارة العالمية في ما يسمى باحداث 11سبتمبر, أما اليوم فتقوم باستغلال الشبكة العنكبوتية المنتشرة عالميا انتشار النار في الهشيم' بانشاء موقع ويكيليس هدفه الاساسي الابتزاز والسطو على اصحاب القرار لتدجينهم وترويضهم على المقاس الامريكي.
هذه الاستراتيجية الجديدة بتسريب الاف الوثائق المرفرفة..تكشف عن لعبة جديدة قديمة في السياسة الامريكية, لتحترق الشعوب بلظى العداوات المختلقة كما هو الشان عند دول الخليج العربي وايران التي نجح فيها هذا الموقع بادكاء الفتنة وتاجيج الصراع الطائفي والمدهبي/ السني والشيعي/. وكذلك لتهديد وحدة واستقلالية بعض الدول, خاصة الاسلامية منها كاليمن وسوريا وتركيا وفلسطين والسعودية والبحرين والاردن ومصر والمغرب والجزائر وكذلك اصدقاء تقليديين كروسيا وفنزويلا ....فويكيليس لا يقدم جديدا كثيرا ولا يقوم بالحياد في تسريب المعلومات لانه بلا شك في قبضة المخابرات المركزية الامريكية, وقد اعتبر وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش ان هذه الروايات تمثل وجهة نظر امريكبة تم تحريفها عن السياق العام . لقد قفز هذا الموقع على احداث ووقائع مهمة في التاربخ الاجرامي الصهيوني خاصة سر وفاة المرحوم ياسر عرفات والمجازر المتعددة في حق الشعب الفلسطيني وقفز كذلك على نرجسية وبراغماتية حلفاء اوربيين اوفياء للادارة الامريكية.
(ايران هي الخطر الفوري على المنطقة، و الفلسطينيين هم السبب في أنه لا يوجد تقدم في المسيرة السياسية)هذا هو تعليق نتنياهو على التسريبات التي ارادها مؤسس الموقع جوليان اسانغ ان تكون فهو لا يسئ البتة لواشنطن او تل ابيب لانه يضغهما سلفا في موقع السلطة والريادة السياسية والاقتصادية والعسكرية,وشعوب العالم اجمع قوم تبع, بتحركون ويقفون تحت هذه الغطرسة العمياء, يبعثون بفاكسات ورسائل عاجلة استرضائية الى شرطي العالم..
ان مناورة اللصوصية هاته و عنصر الابتزاز, تهدف الى تحقيق سيطرة نفسية ولوجيسيتيكية على الاقطاب المناوئة والحليفة كذلك ليشعرون دائما انهم مخطئين ومدينين ومذنبين في حق انفسهم وشعوبهم وفي حق الولاياتالمتحدة.. هذه القذارة اشبه ما تكون بلعبة المراهقة حين يتمكن المتسكع/اللص من الحصول على معلومات شخصية للفتاة من قبيل شريط فيديو او صور او رسائل فيبدا عملية الابتزاز لها للحصول على نزواته ورغباته الاحتلالية الوضيعة.