يؤدي اليوم ملايين الحجاج الركن الأعظم من الحج بصعودهم من مشعر منى حيث قضوا يوم التروية وباتوا فيها، إلى مشعر عرفات الذي يمثل موطن الحج الأكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة".
الحج لا يتم بدون الوقوف بعرفة، وكلها موقف ما عدا ما يعرف ببطن عرنة الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوقوف في. وتبين حدود عرفة بعلامات وكتابات توضحها عن غيرها، فمن كان داخل هذه الحدود فهو في عرفة، ومن كان خارجها فهو ليس فيها، ويجب على كل حاج التأكد من ذلك، وأن يتعرف على تلك الحدود.
ويتخلل يوم عرفة خطبة الحج التي يلقيها الإمام في مسجد نمرة ثم يصلون وراءه صلاة الظهر والعصر قصرا وجمع تقديم. ومسجد نمرة من أهم المعالم في مشعر عرفات ويقع إلى الغرب منه، ويجب أن ينتبه الحجاج إلى أن جزء غرب المسجد يقع في وادي عرنة الذي هو ليس من عرفة لكنه قريب منه ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوقوف به.
وقد مر مسجد نمرة بتوسعات كثيرة على مر التاريخ، فأصبحت مقدمة المسجد خارج عرفات ونهايته أو آخره في عرفات، وتشير إلى ذلك لوحات إرشادية. للمسجد 6 مآذن و3 قباب و10 مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابا، وغرفة للإذاعة الخارجية لنقل خطبة عرفات وصلاتي الظهر والعصر للعالم عبر الأقمار الصناعية، ويتسع ل350 ألف مصل.
وعند غروب اليوم يبدأ الحجاج في النفرة إلى مشعر المزدلفة وهي ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج وتقع بين مشعري منى وعرفات ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات ويقيمون فيها صلاتي المغرب جمع تأخير وقصرا، ويجمعون منها الحصى لرمي الجمرات بمنى ويمكث فيها الحجاج حتى صباح يوم عيد الأضحى (الجمعة) ثم يفيضون بعد ذلك إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي (النحر).
والمبيت بمزدلفة واجب ومن تركه عليه دم، وكلها موقف ما عدا وادي محسر، وهو موضع بين المزدلفة ومنى يسرع الحجاج في مرورهم منه.