يقف أزيد من ثلاثة ملايين من حجاج بيت الله الحرام يوم السبت 5 نونبر 2011 على صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من أركان الحج ،وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الجهات المكلفة بالحج لضيوف الرحمن لتمكينهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة. وتقدم هذه الجهات خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وسبل المشاة وجميع الخدمات الأساسية التي تقدمها المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية والتموينية والأمنية وغيرها من الخدمات التي تمكن الحجاج من الوقوف في أجواء مفعمة بالأمن والأمان على صعيد عرفات ،ليشهدوا الوقفة الكبرى ملبين ومكبرين مقتدين بسنة المصطفى عليه أفضل الصلوات والسلام. وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل علوه إلى 300 متر وبوسطه شاخص بعلو سبعة أمتار. ويحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة ، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكةالمكرمة بنحو 22 كيلو مترا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و 6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر ب 4ر10 كيلومترات مربع . وبعرفة جبلها المشهور، وهو أكمة صغيرة شبيهة بالبرث يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف علما بأن الوقوف علي الجبل خاصة، ليس من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم " وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف". وليوم عرفة فضل عظيم ،إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول ،أنظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة". وعلى صعيد هذا المكان الطاهر،الذي نزل فيه على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ،تقف كل عام الملايين من جموع الحجيج في زمان ومكان واحد، تشرئب فيه الأعناق وترتفع بالضراعة الى الله أيادي الحجاج الذين قدموا من كل أصقاع الدنيا ليقفوا على صعيد عرفة، وليصلوا الظهر والعصر قصرا وجمعا "جمع تقديم" بآذان وإقامتين ،ملتمسين المغفرة والتواب والرحمة والدعاء بما تيسر لهم تأسياً بسنة خير البشر عليه أفضل الصلاة والسلام القائل " الحج عرفة".