وواصلت عشرات الآلاف من السيارات نقل قوافل الحجيج من المدينةالمنورة الى مكةالمكرمة بعد ان تشرفوا بزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما استعدت الجهات السعودية لتفويج ضيوف الرحمن الى مشعر منى وسط منظومة متكاملة من الخدمات الصحية والأمنية والخدمية. وتشهد مكةالمكرمة تدفق قوافل الحجاج في مشهد ايماني يعكس معاني الاخوة والوحدة بين المسلمين، وتوجههم بقلوب خاشعة لاداء مناسك الحج وتحولت المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام الى ساحة مزدانة باللون الابيض الذي يكسوها من كل جانب من بياض اردية الحجاج وهم يهللون ويكبرون. ومع اشراقة شمس اليوم الاثنين تبدأ مواكب الحجيج في التحرك الى مشعر منى لقضاء يوم التروية، اقتداء بسنة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، ليقضي الحجاج كل يومهم في مشعر منى، نهارهم وليلتهم، في صعيد منى بالتعبد والصلوات والتلبية مرددين نداء الحج الخالد "لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". ويبدأ الحجاج صباح غد التاسع من ذي الحجة التوجه الى صعيد عرفات الطاهر ليشهدوا الوقفة الكبرى وقضاء الركن الاعظم من اركان الحج الوقوف بعرفة ثم ينفرون مع مغيب شمس يوم عرفات الى مزدلفة ويبيتون ليلتهم فيها. وصباح الاربعاء يتوجه الحجاج الى مشعر منى لرمي جمرة العقبة، اتباعا لسنة الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ثم يقومون بالطواف ببيت الله العتيق، أداء لركن من اركان الحج، هو طواف الإفاضة ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدي والأضاحي. وبدت منى في اجمل حلة وكأنها مدينة عصرية متكاملة ولم ترتبط بشبكة مواصلات فحسب، بل ارتبطت ايضا بشبكات كهرباء ومياه واتصالات وخدمات صحية تمثلت في مستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية لخدمة الحجاج. ويعد مشروع الخيام الجاهزة المقاومة للحريق والظروف الطبيعية الاخرى من اهم المشروعات السكنية في منى، حيث يسع هذه المشروع لاستضافة اكثر من ثلاثة ملايين حاج، وبلغت تكلفة المشروع نحو 640 مليون دولار.