تبدأ يوم الأربعاء 25 نونبر 2009 قوافل حجاج بيت الله الحرام في الصعود إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسط استعدادات أمنية وصحية مكثفة من قبل السلطات السعودية؛ حتى يتمكن الحجاج من أداء مناسكهم بسهولة وفي جو آمن. هذا ويؤدي 35 ألف مغربي هذا العام مناسك الحج من بين مليونين ونصف حاج قدموا من مختلف بقاع العالم استجابة لنداء الرحمن الذي قال في كتابه: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق الحج. ويستعد الحجاج بعد المبيت في منى للوقوف على جبل عرفات من شروق شمس يوم الخميس حتى غروبها ثم التوجه ليلا إلى مزدلفة. وبعد رمي الجمرة الكبرى (العقبة) والاحتفال بالأضحى الجمعة، يبدأ الحجاج شعائر رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) في منى السبت، وتستمر يومين للمتعجل وثلاثة أيام لغير المتعجل من الحجاج. ويسلك الحجاج للمرة الأولى هذه السنة ثلاثة مسارات جديدة، إضافة إلى مسارين قديمين على جسر الجمرات لمنع وقوع حوادث تدافع كتلك التي أودت بحياة المئات في مواسم ماضية. هذا وتواجه السلطات السعودية تحديات خلال موسم الحج لهذا العام، تتمثل بالأساس في انتشار فيروس انفلونزا الخنازير ومخاوف من حصول تظاهرات على غرار السنوات الماضية. وبخصوص الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس انفلونزا الخنازير أعلن وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة أنه تم توفير 300 جهاز متطور من أجهزة التنفس الصناعي ذات التردد المتقدم في مستشفيات المشاعر المقدسة والمدينةالمنورة. وقال الربيعة في تصريح صحفي إن هاته الأجهزة تستخدم في إسعاف حالات الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير. من جهته أكد مسؤول بوزارة الصحة السعودية أن الوزارة رفعت هذا العام أعداد العاملين في القطاع الصحي المكلفين بخدمة ضيوف الرحمن في المدينةالمنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وأوضح رئيس لجان الحج التحضيرية بالوزارة الدكتور يعقوب المزروع في تصريح صحفي أن هذه الأعداد بلغت 17 ألفا و 609 ما بين أطباء وممرضين وفنيين وإداريين في كافة التخصصات، مبرزا أن هذه الزيادة تأتي لمواكبة زيادة أعداد الأسرة في العديد من المستشفيات ومنها أسرة العناية المركزة. وأوضح أنه تم إنشاء مستشفى منى الوادي خلال 11 شهراً، والذي أصبح جاهزاً الآن لخدمة ضيوف الرحمن بسعة 150 سريرا، مشيرا إلى أن هذا المستشفى يعتبر إضافة مميزة للخدمات الصحية بالمشاعر المقدسة لكونه يحتوي على أحدث التجهيزات. وتم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات، فيما وضعت 1852 كاميرا للمراقبة داخل الحرم المكي وفي محيطه، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي، وزود نظام المراقبة بقاعدة بيانات ضخمة. وفي السياق ذاته أهابت المديرية العامة للدفاع المدني السعودي بحجاج بيت الله الحرام عدم استخدام الغازفي الطبخ بالمشاعر المقدسة، لما يشكله من خطورة شديدة على سلامة الحجيج. وأبرز قائد قوات الدفاع المدني بالحج أن هناك تنسيقا مع الجهات الأمنية لمنع دخول الغاز إلى المشاعر المقدسة، إضافة إلى قيام فرق السلامة بالدفاع المدني في الحج بجولات تفتيشية داخل المخيمات للتأكد من خلوها من الغاز وضبط المخالفين ومصادرة ما بحوزتهم وإيقاع العقوبات اللازمة عليهم. هذا وأكد مسؤول بالدفاع المدني السعودي أن 18 جهة تشارك في تنفيذ خطة السلامة في المشاعر المقدسة، وأن عدد قوات الدفاع المدني بالحج يفوق 13 ألفا و750 من ضباط وأفراد، إضافة إلى ما يزيد عن 3900 جهاز وسيارة متعددة الاستخدامات. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، أكد قائد قوة الدفاع المدني في مشعر منى جاهزية 98 فرقة للإطفاء والإسعاف والإنقاذ، إضافة إلى 200 دراجة نارية لدوريات السلامة والإشراف الوقائي، تغطي جميع أرجاء مشعر منى على مساحة تزيد على 8 كيلومترات. وفي لقاء صحفي أكد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي أن المملكة لن تسمح بالإساءة لمناسبة الحج، مشددا على أن المملكة اتخذت كل الإجراءات من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الحجاج. وأضافأطمئن الحجاج أننا قادرون بإذن الله على توفير أمنهم وسلامتهم وكل ما يتعلق بشؤونهم. وكانت مواجهات قد وقعت سنة 1987 بعد تدخل أمني للسلطات السعودية لتفكيك مظاهرات نظمها حجاج إيرانيون، وأسفرالتدخل عن مقتل أكثر من 400 شخص بينهم 275 ايرانيا. وتوترت العلاقات بين البلدين إثر هذه الحادثة ومنع الإيرانيون من الحج حتى العام .1991