بدأت منذ صباح الأربعاء 25 نونبر 2009 آلاف الحافلات بنقل مئات آلاف الحجاج من سكناهم وفنادقهم إلى منى لبدء مناسك الحج وقضاء يوم التروية والمبيت هناك استعدادا للوقوف صباح الخميس بصعيد عرفات. وتتوجه حشود الحجاج بملابس الإحرام البيضاء للرجال سيرا على الأقدام أو بالحافلات باتجاه وادي منى إلى الشرق من مكةالمكرمة. وعلى وقع دعاء التلبية (لبيك اللهم لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك)، يمضي الحجيج يومهم في الصلاة والتأمل ويبيتون في آلاف الخيم التي نصبت في منى. وفيما بدأ الحجاج بالتوافد على مشعر منى لقضاء يوم التروية، شهدت المنطقة منذ صباح الأربعاء هطولاً للأمطار تراوح بين المتوسط والغزير، فيما بلغت سرعة الرياح في منى 15 عقدة، هذا وتتوقع دائرة الأرصاد الجوية السعودية أن يستمر تساقط الأمطار ليغطي كافة أنحاء مكة، خصوصاً وأن سماء المنطقة مازالت ملبدة بالغيوم، وفق إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأشارت تقارير إلى أن السلطات السعودية اتخذت إجراءات لحماية الحجاج ونقلهم إلى مشعر عرفات لاستكمال الحج، ومن بينها تحريك سيارات إسعاف صغيرة، كما قامت بنقل الحجاج إلى خيامهم بسبب الأمطار التي اشتدت بعد ظهر الأربعاء. وأفادت الأرصاد الجوية بأن درجات الحرارة في مكة بلغت الأربعاء 23 درجة مئوية، وفي جدة 24 درجة، بينما بلغت في المدينةالمنورة 25 درجة مئوية. ومنذ الفجر امتلأت كافة الطرقات والشوارع في مكةالمكرمة بآلاف الحافلات المتوجهة إلى منى وسط إزدحام واضح فيما انتشر آلاف من عناصر الأمن لتنظيم حركة المرور. ويأتي التوجه إلى منى التي تقع على بعد سبعة كيلومترات شرقي مكة، مبكرا من بعض وفود الحجاج لضمان عدم حصول فوضى. ولوحظ أن حركة السير اتسمت بالسهولة واليسر نتيجة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها، فيما سادت المرونة والانسيابية الحركة المرورية في مكةالمكرمة، رغم الكثافة الكبيرة التي تشهدها العاصمة المقدسة في المملكة هذه الأيام من حجاج بيت الله الحرام، في حين يسرت الطرق والأنفاق المخصصة للمشاة انسياباً ملحوظاً في الحركة المرورية. ودعت المديرية العامة للدفاع المدني السعودية، الحجاج إلى أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتعليمات مسؤولي السلامة في المخيمات، كما دعتهم إلى الابتعاد عن مناطق تجمعات الأمطار وأتباع تعليمات رجال الدفاع المدني في حالات الإخلاء وعدم التدافع والهدوء التام. وأكد بيان أصدرته المديرية العامة للدفاع المدني الأربعاء اتخاذها كافة الاحتياطات اللازمة لتنفيذ خطة مواجهة السيول والأمطار في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة على ضوء متابعتها المستمرة على مدار الساعة لكافة مستجدات حالة الطقس بالتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأشار قائد قوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات العميد زهير أحمد سيبيه إلى وجود ما يقرب من 1300 فرد من أفراد الدفاع المدني من قوة الجسر وقوة الطوارئ والإسناد مجهزين بكل الإمكانات والمعدات للتعامل مع أي حالات أو حوادث طارئة بالإضافة إلى متابعة حركة الحجيج عبر كاميرات تلفزيونية تغطي جميع مداخل والجسر مخارجه، وتتيح فرصة التحديد الدقيق للمواقع التي تحتاج إلى تدخل سريع سواء للتعامل مع الزحام أو الإصابات أو غيرها من المشكلات التي قد تحدث. وبعد رمي الجمرة الكبرى (العقبة) والاحتفال بالأضحى الجمعة، يبدأ الحجاج شعائر رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) في منى السبت وتستمر يومين للمتعجل وثلاثة أيام لغير المتعجل من الحجاج.