اكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام اليوم الأحد الثامن من شهر ذي الحجة (1431 ه`) إلى مشعر منى لقضاء يوم "التروية" وبدء مناسك الحج قبل التوجه إلى مشعر عرفات يوم غد الإثنين للوقوف بعرفة. وحسب السلطات السعودية, فقد تم لهذه الغاية, اتخاذ عدة تدابير لتهيئة كل الخدمات قبل بدء مناسك حج هذا العام , حيث نشرت أكثر من 2000 رجل أمن من أصل 70 ألفاً خصصوا لخدمة الحجيج على امتداد الطرقات المؤدية إلى الحرم لضمان سلامة الحجاج والزائرين المتجهين إلى منى. واتسمت عملية صعود الحجاج لمشعر منى اليوم, يضيف المصدر ذاته, بانسيابية تامة بفعل نجاعة الإجراءات المتخذة على أكثر من صعيد خصوصا بعد إطلاق مشاريع جديدة, أبرزها "قطار المشاعر" وشبكة متطورة من الجسور والمستشفيات, لتأمين ظروف الراحة والأمن والطمأنينة للحجيج حتى يتسنى لهم أداء مناسكهم في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان. وبدأ المشروع الجديد (قطار المشاعر) اليوم الأحد في تقديم خدماته للحجيج, حيث نظم أولى رحلاته بين المشاعر المقدسة (منى ومزدلفة فعرفات) مروراً بجسر الجمرات, من المسار الأول عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 حاج. ويتحرك القطار, وسط مراقبة مستمرة من 12 فرقة تابعة لإدارة الدفاع المدني, تنتشر في محطات القطار لمتابعة سيره في منى ومزدلفة وعرفات, وسيمكن من نقل ما يربو عن 160 ألفاً من حجاج الداخل والخليج العربي الذين كانوا يحتاجون في غياب ذلك إلى 3400 مركبة للتوجه إلى مقاصدهم. وللسهر على تقديم خدمات مريحة للحجاج , خصصت إدارة الدفاع المدني السعودية, فريق عمل مكلف بمهمة تحليل المخاطر ودراسة جميع المتغيرات التي قد تحدث أو حدثت في منطقة المشاعر المقدسة, بحيث تؤخذ هذه المخاطر في الاعتبار كافتراضات يجب مراعاتها من أجل الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن من مستخدمي القطار الذي بدأ تشغيله في أول يوم ضمن موسم حج هذا العام. ويعمل الفريق ذاته, على رصد الاختلالات الطارئة التي قد تحدث بسبب عدم اكتمال جاهزية القطار من ناحية أنظمة التحكم الآلي, واندلاع الحرائق في المستودعات ومراكز الصيانة, وحدوث الزحام داخل المحطات وقاعات الانتظار ومناطق تخزين القطار, ومخاطر السيول الناتجة عن تساقط الأمطار. في سياق متصل, أكد وزير الصحة السعودي عبد الله بن عبد العزيز الربيعة, أن وزارته أدخلت لأول مرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط "خدمات متطورة في مجال التشخيص والعلاج لضيوف الرحمن", مبرزا انه تم تأمين جهاز للفحص المخبري لتشخيص وتحديد جميع أنواع الفيروسات من خلال قاعدة بيانات لأكثر من 10 آلاف فيروس... وأكد المسؤول السعودي في تصريح صحفي , أنه تم استقطاب 135 استشارياً في مختلف التخصصات النادرة للمشاركة في تقديم وتوفير خدمات طبية متخصصة لحجاج بيت الله الحرام. وذكر بأن المشاريع التطويرية الجديدة شملت هذا العام إنشاء مبنى الطوارئ الجديد في مستشفى (حراء) العام بسعة 55 سريراً , مشيراً إلى أن عدد المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز صحية تابعة للوزارة يبلغ 24 مستشفى موزعة على كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومشعر منى ومشعر عرفات, تبلغ سعتها الإجمالية 4005 سرير. من جانبها, تقدم هيئة الهلال الأحمر السعودي في موسم حج هذا العام للمرة الأولى, تجربتها الفريدة في إسعاف المرضى من خلال المشاركة بأسطول الإسعاف الجوي للخدمات الطبية المتنوعة, والتي سيستفيد منها حجاج بيت الله الحرام في خمسة مراكز رئيسية داخل المشاعر المقدسة. ويقوم بتنفيذ هذه العملية مجموعة من الشباب السعودي المدرب بكفاءة عالية على أصول الطيران الإسعافي الطبي والذين يبلغ عددهم 140 شخصاً من الطيارين والأطباء والكادر الفني والإداري, الذي سيشكل نقلة نوعية في عمليات الإسعاف الجوي والأرضي. من جهة أخرى, أنهت السفارات والقنصليات السعودية في الخارج, عملية منح التأشيرات لحجاج بيت الله الحرام من مختلف الجنسيات لموسم الحج للعام الجاري 1431ه`. وقال وكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية السفير محمد بن عبد الرحمن السلّوم في بيان صحفي, إن وزارة الخارجية أتمت يوم الثلاثاء الماضي عملية منح التأشيرات حيث تم التأشير لأكثر من مليون و761 و335 حاجاً ينتمون إلى 80 جنسية. من جهة أخرى, تم توزيع أكثر من 400 كشاف, ينتمون لإدارة الشباب, في المشاعر المقدسة والمنافذ البرية والطرق المؤدية للمشاعر في كل من الطائف والقصيم والجوف وجازان والإحساء, إلى جانب المخيم الكشفي في ميناء جدة الإسلامي, من أجل إرشاد التائهين من الحجاج, وتقديم المساعدة للجهات الحكومية المشاركة في موسم الحج, مستخدمين نظام تحديد المواقع العالمي (الجي.بي.إس) المرتبط مباشرة بالأقمار الصناعية وذلك للاستدلال السريع على أماكن سكن الحجاج ومكاتب الخدمة الميدانية للمؤسسات الأهلية الخاصة بخدمة الحجيج. وفي سياق متصل, ألزمت وزارة الحج مؤسسات حجاج الداخل بالسعة المحددة للمخيمات ووسائل السلامة للحفاظ على سلامة الحجاج من خلال تشكيل عدد من الفرق الميدانية للقيام بجولات ميدانية على مدار الساعة لضمان الالتزام بالسعة المحددة للمخيمات ضماناً لتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف بيت الله الحرام.