قال الفنان المصري محمود حميد في مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، أن زمن العملاق في الفن قد انتهى، بواسطة فعل وسائط اللاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، وان هذا المفهوم للعملاق قد تغير بفعل ثورة التكنولوجيات الحديثة المتطورة والمتسارعة. شهد صباح اليوم الثاني السبت 17 نونبر الجاري، من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بقاعة المتحف الوطني محمد السادس، في اطار الانشطة الموازية للدورة 23، "ماستر كلاس محمود حميدة". خلال هذا اللقاء الذي عرف مشاركة عدد من المخرجين والفنانين والنقاد ورجال الاعلام والصحافة والمهتمين والمتخصصين وطلبة معاهد المسرح ومهن السينما والسمعي البصري، تحدث الفنان محمود حميدة عن بداياته الاولي وعشقه للفن الاصيل المسرح وكان ذلك منذ طفولته خمسة سنوات، رغم ان المجتمع والوسط العائلي كان يرفض من يمارس المسرح ويحتقره. وابرز هذا الممثل المصري الكبير ان عشقه لفن المسرح جاء من خلال تتبعه لمجموعة الغحر التي كانت تزور الحي الذي يسكن فيه، لكن جده وابوه كانا يرفضان هذا الفن ومن يمارسه، لذلك كان يتوجه الى اخو جده الذي كان يأوي هؤلاء الغجر في ساحة ويحضر ويتتبع فنهم المسرحي وهو لازال طفلا. ما حدا له بفكرة جميلة تتمثل هو بناء "مسرح صغير " لديه بصحبة اصدقاءه وذلك بواسطة النخل في الهواء الطلق ومن هناك كانت بداية العشق والولع الجنوني لفن المسرح لدى لفنان محمود حميدة. وذكر على أن مهنة الفن ليست مهنة حديثة، لقد ظهرت منذ 2000 سنة بمعنى ان الممثلين لم يأتوا من فراغ، فمهنة التمثيل ضاربة جدورها العميقة في التاريخ ، "علاقتي بالتمثيل منذ خمسين سنة" يقول محمود حميدة.
. واوضح الفنان المصري ذو الخبرة الطويلة في مجال الفن في اطار النقاش والتفاعل مع القاعة، أن المميزات والخاصيات ما بين التمثيل في السينما والتلفزيون والمسرح ابو الفنون مختلفة وهناك فرق بين هما، باعتبار هذه المجالات مختلفة من حيث التقنيات والتعامل مع الكاميرا. خاصة ان التمثيل في التلفزيون يعتمد على المشهد في حين السينما تعتمد على اللقطة والعمل في المسرح يمارس فوق خشبة المسرح مباشرة مع الجمهور والتفاعل يكون مباشر. كما اوضح ان هناك فرق في التعامل ما بين الممثل في هذه المجالات بخصوص السيناريو. كما سرد محمود حميدة عدد من "الامراض" التي تصيب الممثل اثناء ممارسته لعمل الفني وتكون عارضة ومؤقته، واعطى عدة امثلة منها، ليؤكد ان هذه المهنة تتطلب مجهود جسدي وفكري ونفسي لتقمص مختلف الشخصيات واتقانها. ولا يعترض محمود حميدة فيان يختار المخرج ما يشاء من ممثليه ليمارسوا مشروعه الفني سواء كان لهم تكوين في التمثيل ام جاء بهم من خارج الوسط الفني، من مسرح الحياة اليومية، و يبرر ذلك بان المخرج هو من يعرف من يلائم شخصيات الفيلم المشروع الذي يسعى لانجازه وقدم امثلة ناجحة في هذا الباب. وعبر محمود حميدة عن استعداده التام ان يلبي دعوة مخرجين مغاربة لعمل مشترك معهم، موضحا ان التعامل يتم معهم مباشرة او مع ابنته التي ترافقه في المهرجان كمدير اعماله. كما اكد محمود حميدة على ما اسماه بقانون الصناعة السينمائية ابذي ينظم المهنة والمهنيين والصناعة السينمائية من مختلف جوانبها، لانه يعتبر ان غياب هذا القانون هو سبب تعثر وتخلف هذه المهنة والفوضى الحاصلة في المجال.