فنانة مغربية نشأت في وسط يعشق المسرح، فمن بيت شقيقتها أرملة الراحل محمد الكغاط عشقت المسرح، وأعجبت برواده أمثال الصديقي وعفيفي ولعلج، وزاد عشقها للفن بعدما ارتبطت برائد من رواد المسرح العراقي، واحتكاكها من خلاله بكبار الكتاب والفنانين في العالم العربي. الفنانة المغربية سارة حبيب بعدما درست التمثيل في لندن، قررت شد الرحال إلى القاهرة، لدراسة والاستفادة من ورشات التكوين التي يؤطرها كبار الفنانين المصريين، وهناك استطاعت بأدائها المتميز، إقناع عدد من المخرجين المصريين لإشراكها في بعض أعمالهم. ويتعلق الأمر بفيلم "شارع الهرم" للمخرج محمد الشوري، ومسلسلات "نونة المأذونة" مع حنان ترك والمخرج منال الصيفي، و"كلمات" لوائل فهمي عبد الحميد، و"الخفافيش" لأحمد النحاس، و"الصفعة" لمجدي أبو عميرة، و"المنتقم" لحاتم علي. إنها الفنانة المغربية، سارة حبيب، التي شاركت في مسلسل إنجليزي بعنوان "استند رز"، ورشحت، أخيرا، للمشاركة في مسلسل "العراف" للنجم عادل إمام، والعديد من النجوم المصريين. عن تجربتها الفنية وأسباب إقامتها بين القاهرة والدارالبيضاء ولندن، وواقع الفن في المغرب وأشياء أخرى تفتح سارة قلبها لقراء "المغربية" في هذا الحوار. لماذا اخترت الإقامة والعمل بالقاهرة؟ أولا أنا لا أقيم في القاهرة بشكل دائم، لأنني دائمة التنقل بين لندن، والدارالبيضاء، والقاهرة. ارتبط قدومي إلى القاهرة بالدراسة في أشهر المعاهد الفنية هناك، والاستفادة من ورشات التكوين التي يؤطرها كبار الفنانين المصريين، أمثال أحمد النحاس ومحمد عبد الهادي. فاختياري القاهرة يعود إلى أسباب موضوعية، فلا أحد من الفنانين العرب ينكر أن القاهرة، كانت ومازالت "هوليود الشرق" لتوفرها على معاهد عالية للفن وشركات إنتاج وأطر فنية لها خبرات كبيرة، وكتاب كبار أثروا الساحة الثقافية المصرية خصوصا والعربية عموما. باختصار القاهرة تمنح الفرصة لأي فنان عربي يتوفر على مؤهلات فنية جيدة، والتاريخ يسجل أن البعض من كبار النجوم، سواء في السينما أو المسرح أو الغناء في مصر، ليسوا من أصول مصرية. ماذا منحتك مصر، وكيف تقيمين تجربتك الفنية هناك؟ من الصعب على أي فنان أن يقيم تجربته الفنية، وكل ما يمكن قوله إن السنوات، التي قضيتها في مصر، كانت إيجابية ومثمرة، إذ حصلت على تكوين مهم في التمثيل وشاركت في "شارع الهرم" للمخرج محمد الشوري، ومسلسلات "نونة المأذونة" للمخرج منال الصيفي، و"كلمات" لوائل فهمي عبد الحميد، و"الخفافيش" لأحمد النحاس، و"الصفعة" لمجدي أبو عميرة، و"المنتقم" لحاتم علي. احتكاكي بنجوم كبار مكنني من الوصول إلى مستوى جيد، ومنحني إحساسا بالقدرة على أداء جميع الأدوار، والتحدث بجميع اللهجات، أحسست بأن حضوري الفني لا ينتمي إلى منطقة جغرافية معينة، فأنا أنتمي إلى المشهد العالمي. كيف تكيفت مع المحيط الفني في مصر، وهل شكلت اللهجة عائقا بالنسبة إليك؟ حينما نشتغل خارج وطننا الأم، فإن المسؤولية تتضاعف، لأنه من المفروض أن يكون الفنان سفيرا لبلده بالخارج، فالفنان الحقيقي هو الذي يحمل بداخله كل الهويات، لأنه إنسان وظيفته التواصل بأحاسيسه مع المتلقي، بغض النظر عن جنسيته. وبالنسبة للهجة المصرية، فمنذ صغري، وأنا أشاهد الإنتاجات المصرية، وما عزز اهتمامي أكثر بهذا الجانب هو تكويني الفني بمصر، كما أنني أتكيف سريعا مع مختلف اللغات واللهجات، إذ أتقن العربية بمختلف لهجاتها بحكم زواجي من رائد من رواد المسرح في العراق، كما أنني أتقن الفرنسية، والإنجليزية، والدانمركية، والنرويجية. استغلت السينما المصرية بعض الفنانات العربيات، خصوصا المغربيات في مشاهد مثيرة، فهل تقبلين بمثل هذه الأدوار؟ أعتقد أنه يجب على الفنان أن يهتم بالمحتوى لا الشكل، فبعض الفنانات متخصصات في أداء هذه الأدوار، وحققن شهرة في مسارهن الفني، فتقديم مثل هذه الأدوار وتشخيصها هي مسألة كفاءة وتميز، ولا تتعلق بجنسيات معينة (لبنانية أو تونسية أو مغربية..) لأن هناك ممثلات مصريات حققن نجوميتهن من خلال هذه الأدوار أمثال هند رستم، ونبيلة عبيد، ونادية الجندي. شخصيا ليس لدي مانع في تقديم مثل هذه الأدوار، إذا كانت تخدم السياق العام للعمل الفني وتستطيع أن تبعث رسائل إنسانية واجتماعية معا، فأنا ضد توظيف الإثارة المجانية والكلام الساقط. ما حقيقة ترشيحك للمشاركة في مسلسل "العراف" للنجم عادل إمام، ما هو جديدك الفني؟ لا أستطيع التأكيد أو النفي طالما أنني لم أتعاقد بعد مع المنتجين، وكل ما أستطيع تأكيده هو أنني مقبلة على المشاركة في العديد من الأعمال الدرامية المصرية. انطلاقا من حضورك فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، كيف ترين واقع السينما في المغرب، وهل لديك عروض للمشاركة في أعمال وطنية؟ هناك تقدم كبير على مستوى الكم والكيف، ما يعني أننا وصلنا إلى إنتاج أعمال متميزة، فالسينما في المغرب باتت تحتل موقعا رياديا في العالم العربي، سواء من خلال دعم الأفلام أو من خلال الاهتمام بالمهرجانات السينمائية والفنية الكثيرة. وكل المؤشرات تؤكد أن هناك إرادة حقيقية بأن يكون للمغرب الصدارة العربية سينمائيا. من خلال لقاءاتي المتكررة مع أبرز المخرجين المغاربة، تلقيت عروضا لا أستطيع الحديث عنها الآن لأنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاريع مازالت في طور الإنجاز. تستعدين منذ مدة لتصوير بعض أغانيك، فما موقع الغناء في مسارك الفني، ولماذا لم تحترفي الغناء؟ رغم أنني أجيد الغناء، لأنني أفضل التمثيل، وبحكم تكويني المسرحي أعتقد أنه على الممثل أن يتقن الغناء والرقص، فهي فنون تحتاجها الأعمال التي تقدم للمسرح أو التلفزيون أو السينما.