سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نفرتيتي السينما المصرية تقول إن الأفلام المغربية والتونسية يضرب لها ألف حساب سوسن بدر ل المغربية: الممثل أناني وطماع وحينما تعرض عليه أعمال جيدة يقبل عليها دون تردد
تعد الممثلة المصرية، سوسن بدر، من الممثلات المصريات، اللواتي حققن نجاحات متميزة، بأعمال لم يبحثن فيها عن مساحة كبيرة للدور، ولا عن النجوميةالممثلة المصرية، سوسن بدر (تصوير كرتوش) كما هو شأن ممثلات أخريات يأبين رغم تقدمهن في العمر، القيام حتى بدور الأم رغم أنهن يصلحن لأدوار الجدات. اختارها المخرج الراحل شادي عبد السلام، لتلعب دور "نفرتيتي" في فيلم "أخناتون"، لأنه رأى فيها ملامح الفتاة المصرية الفرعونية، لكن لم يكتب لذلك الفيلم أن يخرج إلى الوجود، وبالتالي لم يحد ذلك من عزم سوزان أحمد بدر الدين، وهو اسمها الحقيقي. منذ امتهانها التمثيل، الذي تعشقه، مثل عشقها لأبنائها، ولا تحسن مهنة أخرى سواه، شاركت سوسن في مجموعة من الأعمال المسرحية، والتلفزيونية، والسينمائية، وشكل فيلم " الأبواب المغلقة"، الذي حصد سنة 2000 العديد من الجوائز، إعلانا متأخرا عن نجوميتها. عن مسارها الفني، ومشاركتها في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، الذي كرمها في دورته الرابعة، وجديد أعمالها، تحدثت سوسن بدر مع "المغربية" في حوار خاص. حطمت الرقم القياسي في المشاركة في الأعمال الرمضانية، من خلال ثمانية أعمال، هل كان الأمر اختيارا أم محض صدفة؟ فعلا الأمر كما تفضلت كان اختيارا وصدفة في الآن نفسه، اخترت الأعمال التي شاركت فيها، ولعبت فيها أدوارا مختلفة، إنما مسألة عرضها في وقت واحد في رمضان فكان صدفة، فأغلب الأعمال تعرض علينا قبل عيد الأضحى، ونشرع في تصويرها بعده بشهر، ونستمر في التصوير أحيانا لغاية نهاية رمضان. الحقيقة أن خريطة العرض ليست بيدنا، فالجزء الثالث من مسلسل "الدالي" مثلا، الذي كان سيعرض في رمضان الماضي، أرجىء عرضه ولا نعرف لماذا، كنا نسابق الزمن في تصويره، لأننا كنا متأكدين من عرضه في رمضان. لكن مع أول أيام رمضان لم يعرض المسلسل لظروف إنتاجية أو توزيعية لا علاقة لنا بها، هذا إضافة إلى أنني منذ فترة وأنا أضع خطة لعملي، لأنني أحب التمثيل كثيرا، أحبه مثلما أحب أبنائي، وأعترف بأن الفنان أناني وطماع، فحينما تعرض عليه أدوار جميلة وجديدة، فهو يقبل عليها دون تردد. وبالنسبة لي فأنا أحاول قدر الإمكان أن أقدم دور البطولة في عمل معين، أو دورا رئيسيا، وباقي الأعمال أكون فيها ضيفة، مثلما حدث مع مسلسل "الجماعة" و"امرأة في ورطة"، اللذين كنت فيهما ضيفة. الأدوار الرئيسية كانت في "الحارة"، و"عايزة أتجوز"، وأعتقد أن الأدوار التي لعبتها كانت والحمد لله مختلفة. الكثير من الفنانين والفنانات يحرصون على الظهور في أعمال تعرض خلال شهر رمضان، هل سوسن بدر منهم؟ نسبة المشاهدة في رمضان تكون مرتفعة، لهذا فالكل يحرص على الظهور في رمضان، إنما أحيانا، نتيجة التكدس الشديد للأعمال، وعرضها في وقت واحد، لا يجد المشاهد مجالا لتتبع هذه الأعمال والاستمتاع بها، لهذا أرى أنه رغم ارتفاع نسبة المشاهدة في رمضان، فأنا أفضل أن تعرض بعض الأعمال خارج رمضان، لأنه سيكون لها وقع خاص، وستحظى بمتابعة جيدة. لماذا لم نعد نراك في الأعمال السينمائية، هل هو ميل للتلفزيون على حساب المسرح عشقك الأول، أم تخوف من ركوب الموجة السينمائية الجديدة بمصر؟ لن أحب أي شيء أكثر من المسرح، فعشقي الأول لأب الفنون وسيظل كذلك، لكن اشتغالي في التلفزيون أمر آخر، فهو رغبة في التنويع. أنا أشتغل في السينما، لكن قلة الاهتمام بها ومتابعتها، هي التي جعلت الاعتقاد يسود أنني مقلة فيها، ففي كل سنة أشتغل في فيلمين أو ثلاثة، طبعا حسب موافقتي على الأدوار وانسجامهما مع تفكيري ومبادئي، وتجاوبي مع الرسالة، التي يحملها الفيلم. لكن مع ذلك يجب القول إن السينما اليوم في مصر هي سينما الجيل الجديد والشباب، الذين من حقهم أن يقدموا أنفسهم بشكلهم الخاص، بملامحهم وقضاياهم ولغتهم الخاصة. فأنا مختلفة عن شباب هذا العصر، لهذا لا أجد نفسي في تلك الأعمال أو الأدوار، التي من الممكن أن أراها، لكنني لا أحسها، كانت لدي مشاكلي وأنا في سن الشباب، وأنا الآن في هذا السن وأنا أم وجدة، لدي مشاكل أخرى أيضا، لكنها مختلفة عنهم. السينما اليوم تقدم الجيل الجديد، وتعطي للشباب الفرصة للتعبير عن أنفسهم، وهذا حقهم، لكن هذا لا يعني أن ننسى الجيل السابق، فلا هم ولا نحن نقدر على نسيان ذلك الجيل، الذي منح للسينما المصرية الازدهار والانتشار، لهذا يجب الحفاظ على التواصل بين الأجيال، فأنا حينما اشتغلت مع المخرج الشاب كريم العدل في فيلم "ولد وبنت" المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان المرأة بسلا، أحسست بتواصل كبير مع هذا المخرج المثقف والواعي، واستفدت منه ومن حماسه رفقة الشباب المشارك في الفيلم، وتعلمت منهم أشياء كثيرة. ألا تعتبرين الأمر مغامرة، خاصة أن لديك تاريخا طويلا في السينما المصرية، وأن هذه الموجة الشبابية لن تحقق أي طفرة للسينما المصرية؟ أكيد هي مغامرة، لكنها محمودة العواقب، بخصوص السينما اليوم في مصر فهي تمر بمرحلة انتقالية، كما حدث في العديد من البلدان بالعالم. فالسينما هي أكثر الفنون، إلى تظهر فيها المراحل الانتقالية، فبعد موجة الأفلام الكوميدية مع هنيدي وغيره، التي راكمت العديد من الأعمال، نشهد اليوم نوعية جديدة ومختلفة من الأعمال، وظهرت أسماء جديدة من المخرجين وكتاب السيناريو، واستقر الوضع شيئا ما، فبدأت تظهر أعمال جادة تطرح قضايا جديدة، وبدأت نوعية الأعمال تختلف، إذ لم تعد الكوميديا هي المهيمنة، بل ظهرت أنواع مختلفة من الكوميديا، وظهرت أفلام الرعب، التي لم تكن معروفة في السينما المصرية، وخلال الخمس سنوات الأخيرة بدأ حصاد المرحلة يظهر، وبدأت مجموعة من الأفلام تجوب المهرجانات العالمية وتحصد جوائز قيمة. ألا يعرف الإنتاج السينمائي المصري اليوم منافسة من البلدان الأخرى؟ على مستوى السينما لا توجد هناك منافسة، فمنذ سنوات ونحن في العالم العربي نحاول أن نسحب كلمة تنافس من لغة الخطاب، لا نرغب في التنافس، بل في التكامل. السينما التونسية نضرب لها حسابا، والسينما المغربية تتطور بسرعة شديدة، والسورية تبذل مجهودا من أجل العودة من جديد، فهذه هي البلدان الثلاثة، التي يمكن القول إنها تعرف حالة سينمائية واعدة، لكن بحكم التاريخ ستظل مصر هي الأم. وللإشارة فنحن سعداء بحالة التكامل التي يشهدها العالم العربي اليوم، نحن نحلم باستغلال قرب اللغة واختلاف اللهجات، لتوسع الفن العربي. نشهد اليوم هجمة للدراما التركية على التلفزيونات العربية، ألا يؤثر ذلك على الدراما المصرية مثلا؟ أنا شخصيا شاهدت بعض الأعمال التركية، وبصراحة، هي أعمال جميلة وموضوعاتها جيدة، ولدى مخرجيها اتساع في الرؤية الإخراجية وفي تناول القضايا، وتنويع في أماكن التصوير، وهذا ما لاحظناه فعلا وسنحاول توظيفه في أعمالنا، حتى لا يمل المشاهد العربي منها. وللإشارة فالأعمال التركية مسلية ولطيفة، لكنني لا أعتقد أنها ستؤثر على المسلسلات العربية مثلا، لأن ممثلينا مختلفين، وطباعنا مختلفة، ففي الأعمال العربية لا نحس بالغربة، التي نحسها في الأعمال التركية. ما رأيك في السينما المغربية، خاصة أنك كنت عضوة لجنة تحكيم مهرجان تطوان السينمائي في إحدى دوراته؟ السينما المغربية سينما مهمة، وممثلوها متميزون جدا، ولا أستطيع نسيان الفيلم المغربي "السر المطروز"، الذي عرض في مهرجان تطوان الذي كنت عضوة لجنة التحكيم فيه، إنه فيلم بديع، يطرح قضية التمسك بالجذور برؤية فنية بعيدة عن الفدلكة، وأنا أتوقع في هذا المهرجان أن أشاهد أعمالا مغربية جديدة. السينما المغربية والتونسية من السينمات التي ننتظرها ونضرب لها ألف حساب. هل تجد السينما المغربية مجالا للعرض في القاعات السينمائية المصرية؟ هذا هو الذي يجب أن يحدث بمجهود من الطرفين، لأنه لا مانع من تداول تلك الأعمال في البلدين معا، فكما اعتاد الجمهور المغربي على اللهجة المصرية وتفهمها، يجب على نظيره المصري أن يفعل الشيء نفسه، وأنا عن نفسي حينما أقيم لفترة معينة بالمغرب أستغرب اللهجة في البداية، لكن سرعان ما أعتاد عليها وأفهمها، فالمسألة مسألة انتشار، يجب على كل الأطراف المنتجة والجهات المستقبلة أن تتعاون، حتى تعرض الأفلام العربية في الوطن العربي، فبصراحة العائق هو اللهجة، فلو انكسر لحققت السينما العربية انتشارا واسعا. في فترة من الفترات ارتديت الحجاب، لكنك سرعان ما تخليت عنه، هل كان الأمر مسايرة لتقليعة الفنانات المتحجبات أم ماذا؟ هذا سؤال لطيف وخاص، لكنني لن أجيب عنه. أنت من الممثلات اللواتي سايرن مراحلهن العمرية في أعمالهن، ولست ممن يرفضن أداء دور الأم أو حتى الجدة، فهل الأمر يعزى لتعلقك أكثر بهذه المهنة؟ أنا أعتبر ذلك فضلا من الله، وأعتبر نفسي ممثلة محظوظة، لأن المخرجين يرون في سوسن أشياء لم أكن أعرفها، ففي فيلم "ذيل السمكة"، الذي لعبت فيه دور راقصة غريبة الشكل، لم أتخيل في يوم من الأيام أنني يمكن أن ألعب ذلك الدور، لكن المخرج أكد لي العكس، وحصلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الإسكندرية عنه. أليست لك شروط معينة للاشتغال في عمل ما؟ شرطي الوحيد هو أن يكون الدور جديدا لم يسبق أن قدمته، وأن أتحمس له. لا أحب أن أكرر نفسي في الأعمال التي أشتغل فيها، ولا يهمني حجم الدور، لأن ما أفكر فيه بالدرجة الأولى هو هل الدور سيسمح لي بالتمثيل أم لا. ما هو الدور الذي ترغبين في القيام به ولم يعرض عليك لحد الآن؟ والله لا أعرف. رشحك المخرج الراحل شادي عبد السلام منذ زمان للعب دور "نفرتيتي" في فيلم "أخناتون" لكنه لم يظهر للوجود؟ لا أحد للأسف يستطيع إنجاز ذلك الفيلم، سوى الراحل شادي عبد السلام، فهو الذي رسم الفيلم واختار الممثلين بناء على رؤية شمولية. ما موقفك من النجومية أو من ظاهرة النجم الواحد، التي يسعى بعض الفنانين لترسيخها؟ لا يوجد عمل يقوم على فنان واحد، كما لا يوجد فريق للكرة يربح بلاعب واحد، لا يوجد عمل ينجح لأن فيه ممثل جيد. يمكن أن يكون هناك ممثل يباع الفيلم باسمه، لكن لو كانت حوله عناصر غير جيدة فهو سيكون سيئا، أما إذا كان ممثلا عاديا وليس علامة مميزة وكان محاطا بممثلين أكفاء، فإن العمل بكل تأكيد سينجح. ولهذا يجب على كل فنان مهما كبر، أن يزداد اهتمامه بفريق العمل، لأنه لا يستطيع لوحده أن يقدم عملا متميزا يحقق الانتشار والنجومية. ما هو جديدك الفني؟ نحن نحضر بإذن الله لمسلسل عن ألف ليلة وليلة، الكتاب الأسطوري، الذي قدم مرات عديدة، لكن الجديد هذه المرة هو أنه سيقدم كما هو مكتوب، عبر إظهار طابعه الأسطوري والخرافي، الذي تسمح التكنولوجيا المتطورة اليوم بتقديمه، وسيصور في عدد من البلدان العربية بالتقنيات التي صور بها "أفاتار".