انتهت الحملات الإنتخابية، مخلفة شوارع ممتلئة بالأزبال. حيث غطت أوراق الحملات أزقة مدن المغرب. ويتكرر هذا السيناريو كل موعد انتخابي، ويتلاشى معه الأمل في تغيير جذري يبدأ بالاهتمام بالنظافة وعمالها. حيث تعتبر هذه الأزبال أولى هدايا المترشحين، فبينما يفوز هؤلاء بالمقاعد والمناصب، ينعم المواطنون وعمال النظافة بشوارع تغطيها الأزبال. وينتج هذا عن توزيع أوراق الدعاية بشكل عشوائي ورميها إن إقتضى الحال، لإنهاء كمية الأوراق التي أمر العمال بتوزيعها بسرعة أكبر. وقد زادت حدة التنافس بين الأحزاب الإنتخابية المغربية الأمر سوءا، فيسعى كل حزب للفوز بأي وسيلة ودعاية ممكنة وينفق أموال طائلة كان من الممكن استخدامها في ما هو أفضل. وما يزيد الطين بلة، جهل بعض المواطنين وإلقائهم لأوراق الحملات في الشوارع والأزقة، بدل الإحتفاظ بها أو رميها في الحاويات. ولعل ما سبق ذكره هو ما يزيد الفجوة بين المرشخين والناخبين، ما لا يخدم مصلحتهما معا. حيث تنعدم الثقة بين الطرفين، فبسبب تدهور الحالة البيئية في هذه الفترة ، يعرض بعض المواطنين عن التصويت. محمد نموذج ممن فقدوا الثقة في هؤلاء، فصرح ل كاب24 غاضبا : " شغتسنا من مرشح مابقاشي فيه راسو كيدوزو عليه الأقدام، واش غتبقا فيه نتا". ويبقى السؤال المطروح : من سيهتم بجمع كل هذه الأزبال؟ هل ستتحمل الأحزاب مسؤولية ما خلفته؟ أم هل سيتحمل عمال النظافة مرة أخرى المسؤولية رغم عدم وجود يد لهم في الموضوع؟