عندما كنا نسمع مقابلة في كرة القدم بدون جمهور ، وفي ظروف الجائحة ،اعتدنا الأمر لأن المقابلة ستنقل عبر التليفزيون ، لكن أن يصدر قرار مماثل ، لكنه يخص المسرح ، أعتقد أن صاحب القرار لا يعرف بأن المسرح يعني فرجة ، والفرجة تعني جمهور .!! لكن ما يثير الإنتباه في هذا القرار العجيب الغريب أنه صادر عن وزيراً للثقافة .. هذه الوزارة التي كانت سبباً في إبعاد الجمهور عن المسرح .. وساهمت بشكل عفوي وضع المسرح المغربي في خانة التفاهة ، حينما بدأت تعطي ريعاً بإسم " الدعم " لكنه كان هدماً غير مقصود للحركة المسرحية ، وبدل أن تقدم دعماً على الإنتاج للفرق ، وتترك التذكرة للمشاهد حتى يأتي ويساهم في المردودية الإنتاجية وتحفيز الفنان على العطاء الأجود ، لكن من مبادرة منها أوصلت المسرح إلى الطريق المسدود .. وبعد النكسة السالفة الذكر ، يأتي قرار معاليه ويعيد بناء الجدار الذي تم هدمه سنوات الإبداع الجميل ، ليصبح الجمهور جزءاً من العمل المسرحي .. لكن معاليه لا يعرف أنه لا يسمى المسرح مسرحاً إلا بوجود الطرف الثاني ألا وهو الجمهور .. إذن كيف سيقدم عرضاً مسرحياً في غياب من يستمتع به أو يصفق له .. المسرح هو انفعال وتفاعل بين الممثل والمتلقي .. يا معالي الوزير قرارك ليس صائباً ، وسيسجل في تاريخ المسرح المغربي ، أنه في عهد الوزير الفلان الفلاني الذي أصدر قراراً يفصل بين المسرح الفرجة والجمهور المتلقي ، وتقديم العروض للمقاعد الخالية .. وبهذا القرار يمكن أن نقول ونحن نحضر جنائزية دق آخر مسمار في نعش المسرح المغربي .. وأتمنى أن لا يلاحظ غيرنا هذا القرار حتى لا ننعث بالغباء الثقافي …