بحث شباب من الفنيدق وبليونش (الحدوديتين مع سبتة السليبة) أمس الأحد، بمكتبة الحي ببليونش، موضوع العنف والتطرف، وأخضعوه لمجهرهم انطلاقا من مشاهداتهم وتتبعهم لما يحدث من سلوكات ومواقف بمختلف الأوساط والمؤسسات التي يحتكون بها. وتفاعل الشباب مع مؤطر الورشة، الإعلامي والكاتب محمد السموني، الذي قدم مقاربة سوسيولوجية للظاهرة، بشكل أغنى مضامين الورشة التي أشرفت على تنظيمها جمعية أكاديمية التغيير بشراكة مع جمعية نساء المستقبل ببليونش، ومنظمة كشافة سفراء السلام بالفنيدق. و تنظم هذه الورشة ضمن برنامج open chamal الذي يهدف الى مساعدة الشباب للتعبير عن آرائهم وأفكارهم حول ظواهر وقضايا اجتماعية، وكذلك العمل على تطوير الحس النقدي لديهم، و يخص الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 سنة الى 26 سنة، باعتبارها الشريحة الأكبر والمؤثرة داخل المجتمع. وحظيت ورشة اليوم بتفاعل كبير بين الحضور كما جاء على لسان مؤطرها الإعلامي محمد السموني و هو صحفي و باحث مغربي في علم الإجتماع السياسي، الذي يبادر من خلال مواضيع برنامج openchamal إلى التطرق لمواضيع آنية وحديثة التداول، والتي يعتبر وقعها عميقا داخل المجتمع المغربي، محاولًا ان يبني آلية نقد بناء لهذه الظواهر. و يقول في تصريح للموقع " إن الهدف من هذه التكوينات هو بناء جيل جديد ذو قيم أخلاقية عالية يهتم بالتحليل والفكر النقدي الذي سيساعده على تجاوز الأفكار النمطية و الخلفيات الإجتماعية التي تدمر أفراد هذا المجتمع بشكلٍ غير مباشر ". وتطرقت ورشة اليوم إلى موضوع العنف وأنواعه المتمثلة في العنف المادي الملموس، والعنف الرمزي الذي يمارس بشكل ضمني غير مباشر، وهو الذي أخد حصة الأسد من نقاشات الشباب المشاركين، باعتبار أن العنف الرمزي يعد من اخطر أشكال العنف الممارس على البشرية. و يَعتبر المؤطر أن الثقافة والتقاليد المغربية تمارس نوع من أنواع العنف اللا مادي وهذا الذي ساهم في تفاعل الشباب مع آفة من أكبر الأفات داخل الوسط المغربي. و يأتي هذا الموضوع ضمن عدة مواضيع يهتم البرنامج في إدماجها داخل ورشاته لفائدة الشباب في شمال المملكة لتحقيق الهدف المنشود للأكاديمية ألا و هو التغيير نحو الأفضل.