رغم أن فترة انطلاق “أكاديمية التغيير” في شمال المغرب لا تتعدى عاما ونصف، إلا أنها استطاعت أن تبصم في هذه الفترة الوجيزة، على مسار متميز، جعلها رائدة في المجال الذي تنشط فيه، وهو مجال يصب في الأساس حول إعطاء الشباب فرصة للتعبير عن آرائهم وفسحة للنقاش وتبادل الأفكار في عدة قضايا. من مقرها في مدينة مرتيل، استطاعت هذه “الأكاديمية” القيام بعدد من الأنشطة والورشات في عدد من المدن الشمالية بالتعاون مع الجمعيات الفاعلة في المجتمع المدني، في المضيق والفنديق وبليونش، وفتح فرع لها في طنجة، على أمل أن تتوسع في باقي مناطق المملكة بفروعها وأنشطتها. الأكاديمية تمنح الفرصة للشباب للتعبير عن أرائهم في العديد من الورشات، مثل ورشة أمس الجمعة 15 نونبر 2019 بمقر دار الشباب بمرتيل في إطار برنامج “Open Chamal” والتي تمحورت حول “خطاب الكراهية”، من تأطير الصحافي والباحث المغربي محمد سموني، بحضور عدد من الشباب والطلبة والباحثين. المشاركون تفاعلوا مع المؤطر في مناقشة “خطاب الكراهية” الذي يُعد واحدا من الخطابات التي بدأت تبرز في الخطابات السياسية على الصعيد العالمي، وكان لكل واحد من المشاركين فرصة للتعبير عن رأيه في هذا الموضوع مع احترام تام للآراء الأخرى. تقول مريم العبودي، العضوة الفاعلة في أكاديمية التغيير في حديث لطنجة24 ” الهدف من أنشطتنا هو هذا التفاعل بين المشاركين والتعبير عن آرائهم بحرية تامة دون خوف أو قيود، وتطوير قدراتهم في مجالات مختلفة، عبر أنشطة متنوعة”. وتضيف العبودي في هذا السياق” أكاديمية التغيير تستهدف الشباب في الأساس، لتأهيل قدراتهم وتحفيزهم من خلال أنشطة ترتكز على التعبير والحكي في إطار مجموعات، من أجل تطوير قدرة الفرد على الحديث والتواصل مع الآخرين بأريحية تامة”. ورشة “خطاب الكراهية” هو واحد من سلسلة من الورشات التي تفتحها أكاديمية التغيير أمام الشباب بالتعاون مع برنامج “أوبن شمال” ويؤطرها محمد سموني، الصحافي المهني والباحث في علم الاجتماع السياسي، الذي يسعى من خلال هذا البرنامج تنظيم عدة تكوينات لفائدة الشباب. ويقول محمد سموني في هذا السياق “الهدف من هذه التكوينات هو نشر قيم عالمية كالتسامح والفكر النقدي، والتي يُمكن أن تفيد الشباب سواء في البحث أو الدراسة من أجل تجاوز الأفكار النمطية والأحكام المسبقة التي ينتج عنها خطابات، مثل خطاب الكراهية”. وفي تعليقه على أهمية مثل هذه الورشات والتكوينات، أكد محمد سموني على ضرورة هيكلتها من طرف الدولة عن طريق تضمينها في المقررات الدراسية، مما يسمح للتلميذ بتكوين فكر نقدي وعقلاني يمكن من خلاله أن يواجه به أي خطاب أو إيديولوجية بطريقة نقدية دون الوقوع في التبعية العمياء. وكانت الورشة فرصة لتقديم وتوزيع محمد سموني لكتابه “أقنعة التطرف: منابع صناعة الراديكالية الدينية في المغرب” لفائدة المشاركين في الورشة، وهو كتاب يرصد بشكل عميق منابع ومصادر صناعة الراديكالية والتشدد الديني في المغرب، مستعملا فيه أسلوب التحقيق والتقصي الصحافي. وتدخل هذه الورشة ضمن مجموعة من الورشات الأخرى التي تسهر أكاديمية التغيير على تنظيمها وتقديمها لفائدة الشباب في شمال المغرب، بهدف إحداث التغيير الذي تنشده الأكاديمية. https://tanja24.mcdn.ma/static/uploads/2019/11/VID-20191116-WA0030.mp4