يهدف القائمون على تنظيم المهرجان الوطني الأول للفيلم الروائي القصير، الذي ستحتضنه مدينة وجدة أيام 1 و2 و3 مارس المقبل، إلى جعل المنطقة الشرقية عموما ومدينة وجدة على الخصوص قبلة ووجهة للسينمائيين المغاربة. لذا فهم يراهنون على المشاركة الفعالة والوازنة للسينمائيين المغاربة من كل جهات هذا الوطن، حسب ما أكده مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقيةبوجدة، ومدير مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية بوجدة خلال الندوة الصحفية التي عقداها مساء الأربعاء الماضي. ويأتي هذا المهرجان في ظل التحولات الإستراتيجية التي تعيشها المنظومة الجمالية المغربية بشكل مطرد، بفضل جهود نخبة من مثقفيها، الذين جعلوا من أشكال التعبير الجمالي رهانا استراتيجيا، حيث أصبح المغرب الفني والسينمائي على وجه التحديد، بفضل هؤلاء، علامة متميزة في مجموع المهرجانات والملتقيات السينمائية القارية والعالمية، وأصبح التتويج بها أمرا ملحوظا. إذ أبانت السينما المغربية بفضل العمل القاعدي للمركز السينمائي المغربي ومعه مجموعة من المؤسسات الأكاديمية، والمدارس والمعاهد العليا في مجال السمعي البصري، عن نضج فني، ورؤية جمالية تستوفي عناصر اكتمالها يوما بعد يوم. وفي تساوق مع هذه الحركية السينمائية، انصب اهتمام الفاعلين في الميدان على العمل من أجل تمكين الشباب من امتلاك القيم الجمالية الكفيلة بالارتقاء بالذوق والسلوك، حيث جعلوا من مكونات الفضاء السمعي البصري بجميع مكوناته عنصرا هاما من العناصر الفاعلة في تحقيق هذا الرهان، من أجل إنجاز فعل ينسجم وأسس المواطنة المتحضرة، والمنخرطة في مسار التحولات العالمية الكبرى، في ظل المحافظة على الخصوصيات التي تحقق تميّز الكائن المغربي، وتؤكد الخصوصية المغربية المحلية. ويشتمل المهرجان، الذي تنظمه كل من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقيةبوجدة، ومركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية بوجدة، على مسابقتين مختلفتين: الأولى مسابقة المنار الذهبي، وهي مفتوحة أمام كل الأفلام والمشاركات للمخرجين المحترفين، والمخرجين الشباب، وطلبة المدارس والمؤسسات السمعية البصرية ومدارس السينما، والخريجين الجدد للمعاهد السمعية البصرية، والأفلام الفائزة في المهرجانات الوطنية التربوية السابقة (لا يجب أن يتجاوز توقيت العمل 23 دقيقة). والثانية مسابقة المنار الفضي، وهي مفتوحة أمام الأندية على صعيد المؤسسات التعليمية بكل أنواعها، وطلبة الجامعات، والأندية السينمائية المغربية، والأفلام الفائزة في مهرجانات الهواة (لا يجب أن يتجاوز العمل توقيت 15 دقيقة). ويراهن المهرجان على تحقيق مجموعة من المحاور تتمثل في ترقية التربية الجمالية بفضاءات التربية والتكوين المغربية، ومقاربة الدرس النقدي من خلال إشراك المتعلم في مختلف مراحل تكوينه في المشروع السينمائي، الذي أصبح الوسيلة المركزية في مختلف أشكال التعبير المعاصر، وتنويع صيغ أشكال التعبير، والرقي بأشكال المقاربة الديداكتيكية القائمة على اختيارات تستبعد عن غير قصد استراتيجية العلامة والرمز، والتركيز على أهمية الخطاب السينمائي في تقديم المعرفة الوازنة بأشكال جمالية، واعتبار السينما مؤسسة تربوية لا تقل أهمية عن باقي المؤسسات. ويستفيد المشاركون في مسابقة المنار الفضي من خبرات وتجارب المشاركين في مسابقة المنار الذهبي من خلال الاحتكاك واللقاءات، وحضور الورشات والندوات، ومشاهدة العروض، لتبقى نقطة قوة المهرجان هي هذا التلاقح والتلاقي والاختلاط بين محترفين وهواة ومبتدئين حتى تتم استفادة فئة من خبرة فئات أخرى. وتتكون لجنة التحكيم من المخرج عز العرب العلوي، ومحمد الصابري، رئيس القسم التقني بالمركز السينمائي، والممثلة نعيمة إلياس، والباحث والناقد السينمائي يوسف آيت همو، والناقد فريد بوجيدة. وعلى هامش المهرجان، ستقام ورشات في الإخراج والمونتاج والسيناريو والصوت، يؤطرها محترفون لفائدة المشاركين في المهرجان. ومن جهة أخرى سيستفيد تلاميذ الأندية على صعيد المؤسسات التعليمية من ورشات تطبيقية في التصوير بالفيديو والمونطاج، وإضافة المؤثرات الصوتية. كما ستنظم أنشطة ولقاءات مكثفة أخرى، من بينها ندوة سيؤطرها المخرج عز العرب العلوي، بمشاركة كل فعاليات المهرجان، في موضوع «السينما الهادفة ودورها في مناقشة قضايا المجتمع»، وتكريم شخصية سينمائية مشهود لها بالعطاء في الميدان. كما ستخصص جوائز هامة للأفلام المتوجة خلال مسابقتي المهرجان.