اختتم برنامج "أوبن جنوب" الذي يهدف إلى ترسيخ الفكر النقدي لدى الشباب المغربي، ورشات محطته الجنوبية بكل من مراكش وتحناوت وبني ملال وأفورار، التي امتدت على مدى 3 أشهر، ابتداء من 27 يونيو الماضي إلى غاية شتنبر الجاري. وعرفت هذه المحطة الجنوبية من هذا البرنامج اقبالا وتفاعلا مهما من الشباب المغربي في هذه المناطق على غرار دورة "أوبن شمال" التي تم تنظيم ورشاتها في عدد من مدن جهة طنجةتطوان العام الماضي، والتي ركزت بدورها على ترسيخ الفكر النقدي للشباب والتعبير عن آرائهم بكل حرية مع احترام الآراء المخالفة. ويقول محمد السموني، وهو صحافي وكاتب وباحث في علم الاجتماع بكلية الحقوق بالدار البيضاء، الذي أشرف على تأطير ورشات أوبن جنوب عن بعد، بأن" الهدف الأساسي من ورشات هذا البرنامج هو تمرير قيم تُشجع الشباب على الفكر النقدي، والبلوغ إلى هذا المبتغى يتم عبر عدد من الحصص التي تركز على موضوع من المواضيع التي تساعد في هذا الإطار". ويضيف السموني " على مدى 3 أشهر اشتغلنا على مجموعة من المواضيع، بداية بالحصة الأولى التي كانت حول الأخبار الزائفة التي كان الهدف منها تمكين الشباب المشارك في الورشات من طرق التحقق من الأخبار التي تُنشر، إضافة إلى موضوع خطاب الكراهية الذي كان موضوع الحصة الثانية لمعرفة كيفية تمييز خطاب الكراهية الذي يتم الترويج له من طرف جهات معنية لأهداف إيديولوجية أو أهداف أخرى، سواء في المغرب أو في العالم". واسترسل السموني في هذا السياق" ومن المواضيع الأخرى التي تم الاشتغال عليها في هذه الورشات أيضا، موضوع مفهوم العنف والتمييز بين العنف المادي والرمزي، وكيف يمكن أن نعي بهذا العنف، خاصة العنف الرمزي الذي يمكن للشخص أن يعاني منه دون دراية، إضافة إلى موضوع نظرية المؤامرة في الحصة الرابعة حيث حاولنا إظهار كيف تُصنع نظريات المؤامرة وطرق اكتشافها عبر تحليل أجزائها". وأشار ذات المتحدث إلى أن موضوع التجانس الاجتماعي كان من المواضيع التي تم التطرق إليها في هذه الورشات، على اعتبار أن التجانس الاجتماعي أصبح اليوم نموذجا ضروريا من أجل منع الظواهر السلبية مثل الانحراف والتطرف سواء في الأحياء أو المدارس. واختتم أوبن جنوب ورشاته، وفق السموني، بموضوع المساواة بن الجنسين، حيث كان الهدف من الحصة إبراز أهمية المساواة الجنسين، خاصة في الشقين الإقتصادي والاجتماعي من خلال المساواة في الولوج إلى الوظائف العمومية والوظائف في القطاع الخاص من أجل خلق الثروة، وذلك بالإحالة على مجموعة من الدراسات في هذا الإطار. وقال السموني بأن الورشات لقيت تفاعلا من طرف الشباب المشاركين، وتجلى ذلك حسب تعبيره في النقاش الذي يُفتح في الورشات حيث يعبر كل مشارك عن رأيه بحرية تامة مع احترام لحريات الآخرين في التعبير، في حين طالب آخرون بنسخ من الحصص التكوينية التي تلقوها من أجل الاعتماد عليها لإنجاز ورشات خاصة بهم أو الاستعانة بها في العروض المدرسية.