انطلقت السبت، أولى ورشات برنامج "حكايات شهرزاد" في نسخته الثانية، التي يتم تنظيمها في كل من مراكش وتحناوت وبني ملال وأفورار تحت إشراف منتدى شهرزاد وأكاديمية التغيير، وتستمر على مدى ثلاثة أشهر. وتأتي هذه النسخة من "حكايات شهرزاد، التي تستهدف الفتيات على الخصوص، بعد النجاح الهام الذي حققته النسخة الأولى بين سنتي 2019 و2020 في شمال المغرب، والتي أدت إلى تخريج العديد من الحكواتيات اللواتي سيعملن على تأطير التلاميذ المستفيدين من ورشات النسخة الجديدة بمدارس جهة طنجةتطوانالحسيمة. وقال هشام حذيفة، مدير برنامج "حكايات شهرزاد" إن "هذا البرنامج يستعمل الحكاية، باعتبارها موروثا ثقافيا مغربيا مثل الحلقة، من أجل تمرير العديد من القيم إلى الشابات والفتيات المستفيدات من الورشات التي تنقسم إلى 6 ورشات أو 6 حلقات". وأضاف: "في كل ورشة من الورشات الست، يتم التركيز على موضوع من المواضيع ليكون هو صلب الحكاية لتمرير عدد من القيم، مثل أهمية المساواة بين الجنسين، وتميكن المرأة من حقوقها، وإزالة الصور النمطية عن المرأة المغربية في مناطق معينة، ودعم الحس النقدي لدى المستفيدات". وتابع حذيفة بأن "أهداف البرنامج لا تقف عند هذا الحد، بل يضم أيضا الشق التكويني الذي يكون المبتغى منه هو تخريج فتيات قادرات على الاحتراف في فن رواية الحكاية، وبالتالي يمُكن أن يصبحن حكواتيات قادرات على الإبداع بأنفسهن وشق طريقهن في هذا المجال ليكون بمثابة مهنة يشتغلن بها مستقبلا في إطار التنشيط الثقافي والتأطير التربوي". ويستخدم البرنامج، بحسب المتحدث ذاته، الحكايات لإلهام وبناء الثقة لدى المستفيدات في ورشات لتقديم مهارات مهمة من شأنها تمكين وبناء المرونة لدى المشارِكات وخلق مساحة "آمنة" للمناقشات المفتوحة وتدريس موضوعات مثل حقوق المرأة والتفكير النقدي وفن الخطابة والإلقاء، ما يجعل منه مجالا لتعليم المشاركات كيفية سرد القصص الخاصة بهن ونشرها لإلهام جمهور أوسع. وكشف مدير برنامج "حكايات شهرزاد" أن "المشروع أثمر نتائج واعدة على صعيد المجتمعات المحلية للمستفيدات؛ إذ بدأ التغيير يتلمس طريقه بروية في حياتهن، وشرعت بعض فصول البرنامج تتمثل على شكل ممارسات وقيم تطبع شخصية الفتيات اللواتي كن يرزحن تحت ثقل المجتمع وهيمنة الذكور على المشهد العام".