صعدت الشابة دينا الياشوي، من جمعية “كشافة سفراء السلام”، المنصة وكلها حيوية وثقة بالنفس، لتقدم حكايتها عن “التاجر وابنته” أمام الفنان حسن فلان، الممثل والفكاهي الشهير، والمطربة حنان الزرهوني، وعدد من زميلاتها وممثلي المجتمع المدني بمنطقة البوغاز شمالي المغرب. كوثر الدواس، هي الأخرى، ناشطة بمنظمة “سفراء كشافة السلام”، بمدينة الفنيدق، ذات التسعة عشر ربيعا، اعتبرت أنها من المحظوظات لمشاركتها في برنامج “حكايات شهرزاد” الذي احتفل منظموه والمستفيدات منه باختتام دورته الأولى، التي دامت ستة أشهر. وقالت إن التداريب التي تلقتها في إطار البرنامج مكنها من عدة آليات ومهارات، أهمها الثقة في النفس وحس المسؤولية، والارتجال، ومهارات الإلقاء والحكي. وتضيف كوثر أن الورشات التي استفادت منها جعلتها تضع أهدافا لحياتها، فالبرنامج قد غير نظرتها لمجموعة من الأمور وفتح عينيها على مجموعة من القضايا، كما أكسبها حسا نقديا في معالجة القضايا وتحليل الأخبار، إضافة إلى أنه قد مكنها من تكوين صداقات جديدة وعرفها على شابات لهن أحلام وتطلعات وأفكار تشارتها معهن من خلال جلسات البرنامج. بنفس قاعة الحفلات بفندق برستيج بتطوان، تقاسمت 100 خريجة برسم الدورة الأولى ل”حكايات شهرزاد” مساء أمس، قصص نجاح في الانتقال من مستفيدات من ورشات يؤطرها أساتذة وحكاواتيون من منتدى شهرزاد (جمعية مقرها الرئيسي بالدارالبيضاء) إلى مؤطرات يناقشن ويروين حكاياتهن لأطفال المخيمات والمراكز التربوية و الجمعيات بمختلف مدن وقرى المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج قد نظم في دورته الأولى ورشات تدريبية، تحت إشراف الجمعيات المنظمة وذلك بعدة مدن مغربية وذلك خلال العطلة الصيفية قامت هذه الجمعيات بتأطير عدة ورشات للحكاية بتنسيق من جمعية “منتدى شهرزاد”، ألقتها المستفيدات من الدورة الأولى في عدة مراكز ثقافية ومخيمات شاطئية وبالسجن المحلي لتطوان. وقد لاقت التجربة استحسانا كبيرا من المستفيدين، الشيء الذي حفز الشركاء لتطوير الأنشطة التي تعتمد الحكاية كأسلوب تربوي فعال، بشراكة مع الوسط التربوي والجمعوي بالمنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعيات المنظمة للبرنامج هي جمعية “أكاديمة التغيير” بمرتيل، وجمعية “بسمة الخير” بالمضيق، وجمعية “تعاون” بتطوان، ومنظمة “كشافة سفراء السلام” بالفنيدق، وجمعية “نساء المستقبل” ببليونش. وخلال تقديم منسقة البرنامج، مريم العبودي، لعرضها حول فلسفة المشروع وأهدافه، قالت إن فلسفة المشروع تقوم على تنمية الفكر النقدي لدى الشباب عامة والفتيات خاصة، والتوعية بأدوار المرأة في المجتمع، وذلك من خلال استثمار نوستالجيا الحكاية المصورة للمرأة الناجحة في دور ريادي وبالتركيز على كيفية تحقيق المرأة للإستقلال المادي والفكري والاجتماعي. وشرحت أن أهداف “حكايات شهرزاد” تتمثل في التشجيع على القراءة والكتابة، واكتساب مهارتي الحكي والإلقاء، مع تكريس بعض القيم الإنسانية النبيلة. وجاء في العرض كذلك ملخص لمراحل الدورة الأولى من البرنامج، التي عرفت انطلاقتها بتاريخ 15، 16 و17 فبراير 2019، حيث خصصت ورشة لكل جمعية شهري مارس وأبريل باستثناء شهر ماي الذي خصصت فيه ورشتين لكل جمعية، أما آخر ورشات المرحلة الأولى من البرنامج فقد نظمت أيام 28، 29 و30 يونيو الماضي. ليفسح المجال بعد ذلك المستفيدات من ورشات الدورة الأولى لتأطير ورشات لفائدة الأطفال طيلة فترة العطلة الصيفية. ويستخدم البرنامج الحكايات لإلهام وبناء الثقة لدى المستفيدات، في الورشات التي خصصت لتقديم مهارات مهمة من شأنها تمكين وبناء المرونة لدى الفئات المشاركة، وخلق مساحة للمناقشات المفتوحة وخلق صداقات جديدة بين المستفيدات، ما ساهم في تيسير تدريس موضوعات مثل حقوق المرأة والمساواة والتفكير النقدي وفن الخطابة والإلقاء. من جهته يقول سفيان الموساوي، رئيس جمعية كشافة سفراء السلام، إن مشروعا بحجم مشروع “حكايات شهرزاد” يستوجب مسؤولية واهتماما كبيرا من طرف الجمعيات التي تبنته، ويؤكد أن المشروع قد ساهم في تغيير عقليات المستفيدات تجاه مجموعة من الأمور والمواضيع نحو الأفضل، وطريقة التعامل كذلك. ونوه بنجاه الدورة الأولى للمشروع، مضيفا أن المستيفدات قد قمن بتأطير جلسات للحكاية داخل المخيمات وفي المراكز السوسيوثقافية، بشكل لافت، لاقى نجاحا كبيرا، مما جعل المشرفين على عدد من المراكز والمؤسسات التربوية يطلبون من الجمعيات المنظمة لبرنامج حكايات شهرزاد تنفيذ برامج تأطيرية دائمة للأطفال عبر استخدام الحكاية كأسلوب تأطيري ناجع. وهو ما سيجعل البرنامج منفتحا على آفاق جديدة للعمل الجمعوي التربوي بالمنطقة.