استمرارا لأنشطته التي انطلقت منذ 2018، في تكوين الشباب على أساليب وطرق الفكر النقدي، وتقنيات التعبير الحكائي، برنامج "حكايات شهرزاد" يحط الرحال هذه المرة بالأطلس، وبالضبط في بني ملال، وأفورار، ومراكش، وتحناوت، بعد دورتين ناجحتين في شمال المغرب بين طنج وتطوان. وحسب بلاغ من المنظمين، فإن جمعية "أكاديمية التغيير" بتنسيق مع مشروع "أوبن شباب" ومنتدى شهرزاد، وجمعيات بمحور بني ملالمراكش، سيشرفون على تنظيم دورة جديدة من برنامج "أوبن جنوب" الذي بدأت أولى ورشاته "عن بعد" يوم السبت 27 يونيو 2020، وسيستمر إلى غاية شتنبر المقبل، وبرنامج "حكايات شهرزاد" الذي من المزمع أن ينطلق في شتنبر. وحسب ذات البلاغ، فإن دورة هذه السنة، تأتي بعد الدورتين السابقتين اللتين جرى تنظيمهما ابتداء من سنة 2018، في عدد من مدن شمال المغرب، عبر برنامج "أوبن شمال" المتخصص في مساعدة الشباب على تبني الفكر النقدي، وبرنامج "حكايات شهرزاد" الموجه بالخصوص للفتيات الشابات لتعلم مهارات الحكي والتعبير عن أفكارهن بأسلوب حكائي مشوق. ممثلة أكاديمية التغيير ومنسقة البرنامج، مريم العبودي، قالت في تصريح للموقع "إن النجاح الذي حققه البرنامجان في مدن شمال المغرب في العامين الماضيين دفعنا لنقل التجربة إلى مناطق أخرى، وقد وقع الاختيار هذه السنة على 4 مناطق هي مراكشوبني ملال وأفورار وتحناوت، لتنظيم ورشات البرنامجين بتعاون مع جمعيات محلية، هي جمعية الأمان للمرأة والطفل بمراكش، وجمعية عكاظ ببني ملال، وجمعية الانطلاقة للتنمية والبيئة والثقافة بأفورار، وجمعية أفولكي بتحناوت".
وأضافت العبودي، "إن أولى ورشات برنامج أوبن جنوب انطلقت يوم السبت الماضي، بتأطير من محمد سموني، وهو صحافي وكاتب وباحث في علم الاجتماع بكلية الحقوق بالدار البيضاء، وبتنسيق ومشاركة الكاتب والصحافي هشام حذيفة، ويتناول هذا البرنامج مجموعة من المواضيع الهامة، وهي الأخبار الزائفة، ونظرية المؤامرة، وخطاب الكراهية، والعنف المجتمعي، والعدالة الاجتماعية، والمساواة". في هذا السياق، قال محمد سموني للموقع "إن هذه المواضيع التي تم اختيارها لهذه الورشات، الهدف الأساسي المتوخى منها هو تمكين الشباب من اكتساب مهارات التفكير النقدي، إضافة إلى اكتساب مهارات النقاش والحوار دون تعصب، وتقبل الاختلاف ومبادئ المساواة والإنسانية".
وأوضح سموني" إن الوحدة الأولى من البرنامج التي انطلقت السبت حول الأخبار الزائفة، تركز على تمكين الشباب من مهارات وآليات التعامل مع الأخبار المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية تفادي الأخبار الزائفة منها، بالاعتماد على ما سيستفيدون في الورشات من طرق الفصل بين الخبر الصحافي المهني المكون من عناصره الأساسية المعروفة، وبين الأخبار المشكوك فيها أو الزائفة، إضافة إلى مهارات التحقق من الصور". وأشار سموني إلى أن هذه الورشات يجري تنظيمها حاليا "عن بعد" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد رفع حالة الحجر الصحي بشكل كامل في المغرب وعودة الحركة إلى طبيعتها السابقة، سيتم نقل تلك الورشات إلى العالم الواقعي بتنسيق مع الجمعيات المحلية في مراكشوبني ملال وأفورار وتحناوت، وستستمر إلى غاية شتنبر المقبل.
وبخصوص برنامج "حكايات شهرزاد" الذي يُعد من البرامج الناجحة لأكاديمية التغيير بتنسيق مع منتدى شهرزاد، والذي استفادت منه أكثر من 250 شابة في مدن طنجة وتطوان ومرتيلالمضيق والفنيدق وبليونش بشمال المغرب، عبر دورتين، فستنطلق دورته الثالثة هذه السنة ابتداء من شتنبر المقبل بالمناطق الأربعة المذكورة آنفا. هذه الدورة الجديدة والثالثة من نوعها من البرنامج، ستكون، حسب مريم العبودي، مماثلة في أهدافها للدورتين السابقتين، بالتركيز على تطوير قدرات الفتيات على التعبير عن أنفسهن وآرائهن أمام الجمهور بثقة، وبالاعتماد على أسلوب حكائي يناقش العديد من الأفكار والقيم الإنسانية والفكرية.
وأضافت العبودي في هذا السياق، "إن البرنامج في دورته الثالثة سيسعى بدوره إلى تكوين العديد من الشابات، ليصبحن حكواتيات وقادرات على التعبير عن آرائهن بفكر نقدي، وفي حالة إذا حقق النجاح على غرار الدورتين السابقتين، فسيكون ذلك دافعا لتنظيم دورة أخرى أو دورات في ذات المناطق".
جدير بالذكر أن برنامج حكايات شهرزاد كان قد اختتم دورته الثانية في فبراير الماضي بمدينة مرتيل، بتخرج الفوج الثاني من الشابات اللواتي استفدن من ورشاته، كما أن الجمعيات المحلية التي شاركت في تنظيم ورشاته، مثل جمعية الخير بالمضيق، وجمعية كشافة سفراء السلام بالفنيدق، وجمعية التعاون الثقافية بتطوان، وجمعية نساء المستقبل ببليونش، لازلن يعملن على إقامة ورشات البرنامج بعدد من المؤسسات التي تؤطر الأطفال والشباب، وفق تصريح العبودي.
هذا وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه في أواخر ماي الماضي، فازت الحكواتية وردة الناجي والحكواتي يونس ضربان، وهما من خريجي برنامج حكايات شهرزاد بالشمال، بجائزتي التحكيم والجمهور على التوالي، في مسابقة الحكي التي نظمها مسرح المحكور بالدار البيضاء على الصعيد الوطني، بمشاركة العديد من محترفي فن الحكي من مختلف مناطق المغرب.