يقال أن الأشياء الجميلة تأتي بعد انتظار وصبر جميل، ولكن ماذا لو كان بإمكانك أن تدفع لشخص ينتظر مكانك؟ "سيم أول لاين دوديز" (Same Ol Line Dudes (SOLD Inc)، هي خدمة جديدة في نيويورك تساعد الأشخاص في الحصول على مكان في الطوابير الطويلة للاستفادة من العروض والتخفيضات الكبرى. تقدم هذه الخدمة مقابل 25 دولارا للساعة الأولى و 10 دولارا لكل نصف ساعة إضافية. فكرة هذا المشروع هي من بنات أفكار رجال الأعمال روبرت صموئيل ذلك بعد أن تمكن من بيع مكانين في خط الانتظار مقابل 325 دولارأ أمام متجر آبل عند إطلاق آي فون 5 العام الماضي. عندها أدرك مدى حرص المستهلكين على اقتناء الأشياء الجديدة وخوفهم من نفاذ المنتوج ومدى تمسك المراهقات وحرصن على اقتناء التشكيلات الجديدة لملابس إيتش إند إم قبل صديقاتهن. في مقابلة له مع الإذاعة العامة الألمانية شرح روبرت ظاهرة "الفومو" وهي الخوف من تفويت المنتجات الجديدة، وهي ظاهرة مستفحلة في نيويورك خاصة، فسكانها كثيراً ما يتباهون باقتنائهم لكل ما هو جديد. وأضاف أنه في الماضي انتشرت تجارة مشابهة وهو أن يقوم الشخص بالانتظار في الطابور لساعات من أجل الحصول على المنتج الجديد ثم يعيد بيعه لشخص آخر بسعر أعلى. ويقول روبيرت أن أشهر المنتجات التي يطلبها زبائنه هي كعكة الكرونيت التي باتت ضرورية لفطور الصباح في نيويورك ولكثرة المقبلين على هذا الكعك تجد أمام المخابز طوابير طويلة. وكثيراً ما تفضل الشركات تقديم هذه الكعكة في حال استقبالهم لضيوف من خارج المدينة. يصل روبرت إلى المخابز في الساعات الأولى من النهار مجهزاً بشاحن آيفون وجهازين آيفون وميني آيباد وقفازات وكرسي صغير قابل للطي. في بعض المحلات مثل إيتش أند إم (H&M) وآبل تكون ساعات الانتظار أطول، عندها يضطر لأخذ كيس النوم وخيمته. ويقول روبرت أن أطول مدة انتظرها كانت 19 ساعة وذلك عند إطلاق هاتف آيفون 5، وكان حينها قد فقد عمله في شركة للاتصالات وكان عليه التفكير في حيلة لكسب قوته، وكانت تجارة الانتظار أفضل حل وجده.
وقال روبرت " أنا أعيش على مقربة من متجر آبل في شارع 14، لذلك أقترب من الأشخاص وأعرض عليهم الانتظار مكانهم، وقد دفع لي شخص مرة 100 دولار لأنتظر بدلا منه، وكثيرا ما كنت أحضر معي الكعك لأبيعه للأشخاص الذين يقفون في الطوابير، كما يبيع مكان الأشخاص الذين ملوا من الانتظار وغادروا المكان إلى أشخاص آخرين. هذا النوع من التجارة أعطى ثماره، إذ بدأ روبيرت يتلقى طلبات عديدة، حتى أنه عمل على توظيف سبعة أشخاص لمساعدته. مذيع القناة الألمانية سأل روبيرت عن ردة فعل الأشخاص المنتظرين عند حضور شخص جديد وسط الطابور، فأجاب روبرت أن هذا الأمر كان يعد مشكلة كبيرة بالنسبة له، ولذلك درب موظفيه على التعريف بأنفسهم في الطوابير على أنهم "منتظرون مهنيين" مع إظهار بطاقة العمل. يحصل روبرت معظم زبائنه في الطوابير إذ يتقدم هو وموظفيه للأشخاص المنتظرين ويعرض عليهم الانتظار مكانهم أو يسلمهم بطاقته في حال احتاجوا إلى خدمات الانتظار في المرات المقبلة.