يبدو أن السيسي من الذين يرددون عبارة "هل من مزيد" دائما ،وأن جنون العظمة قد بلغ منه عتيا ، وأصبح لا يجد أي حرج في تمرير رسالة مشفرة إعرابها ماأشير له سابقا ، لعل أخر تلك الرسائل كانت أحلامه التي يظن أن تفسيرها سيولد ملحمة كبرى ، ليعلن في نهايتها عن ولادة "اَمون" أخر لمصر. سأنتحل شخصية أستاذ التاريخ الحاديث،الحاصل على شاهدة في علم النفس لعل هاذا يشفع لي لأعلن إنقلاب السيسي الأخير. بدأ نجم السيسي بالبزوغ عندما عين كوزير للدفاع في حكومة هشام قنديل في اَب أغسطس سنة 2012 ،وقائد للقواة المسلحة المصرية ، غير أن طموح الرجل كان أكبر من ذلك ،وكأن لسان حاله يقول(كم من تلميذ غلب أستاذه) ، ومن جهة أخرى فقد شنت المعارضة اَنذاك هجوما على حزب الحرية والعدالة معتبرين هذه الخطوة بالمحاولة الجادة لأخونة الجيش المصري ، بين هذين المتناقضين كان يعزف السيسي ألحان خطته. توالت الأيام لتتصاعد وثيرة الإحتجاجات على نظام الإخوان (على الأقل كما صور الإعلام )،والتي ترأستها أفول النظام السابق ،لتبدأ حينها المناوشات بين السيسي ومرسي،هاذا الأول إستغل الوضع لصالحه وظهر في وسائل الإعلام في اللحظة المناسبة،لتتعالى صيحات تلك الزمرة الحاقدة على النظام بإسمه،فقد جاء مهديهم المنتظر،وفي أيام معدودة تغيرت الموازين وأصبح صاحب الحق شيطانا أخرص، ونادى أصحاب السيسي أصحاب مرسي وقالوا لهم لإن لم تنتهوا عن مظاهراتكم لنرجمنكم.... بعد الإنقلاب أعلن السيسي أنه -ولي الله الصالح-وأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية ، ولكننا سمعنا هذه الأيام أنه يدرس النسبة المئوية التي سيفوز بها في الإنتخابات القادمة،هذا إن افترضنا أنه ليس في السلطة الأن،فنحن أمام أطول مسرحية عرفها التاريخ المعاصر،ولكن مالم يدركه الكثيرون أن السيسي مغرم بالأفلام المصرية خصوصا تلك التي يكون عادل إمام بطلا لها، فوقفته،وتصريحاته ونظارته الشمسية في خطاباته ماهي إلا محاولة من أجل محاكاة مسرحية"الزعيم" لعادل إمام،بل حتى في أفعاله يحاول ذلك جاهدا...ومن جهة أخرى يحاول تقليد جمال عبد الناصر رغم أن هذا الأخير ليس بممثل،باختصار فالسيسي هو الممثل الأول والزعيم الأوحد والرياضي الخارق،والجندي الواثق،والعبقري الفذ،إنه الكل في الكل،أما إن أردت براءة إرهابي لاتبرئ بعدها أبدا،فماعليك سوى معارضة السيسي في أفكاره. ولكن السيسي يختلف عن الزعماء الأخرين إنه يحلم في منامه ،في وقت يحلم فيه الزعماء الأوروبيون وهم مستيقظون.وقد رأى في منامه ساعة من نوع "أوميغا"،وياليتها كانت من نوع "كاسيو أو رولكس"،أم أنه أراد أن يبرهن على فقره حتى وهو نائم(نفاق سياسي)،هذه الساعة عليها نجمة خضراء(ربما يمهد من أجل لجوء سياسي إلى المغرب)،وفي حلم أخر رأى سيفا كتب عليه بالدم "لا إلاه إلا الله"،هنا أظهر السيسي موهبة أخرى (لم نذكرها في الأعلى)وهي تفسير الأحلام-حسب هواه-فتفسيره في واد والتفسير الحقيقي في واد أخر، بل إن السيسي سيألف كتابا عن الأحلام(كتب التفاسير موجودة)نظرا لكثرة أحلامه. وكمايقول الشاعر،لكل شيء إذا ما تم نقصان، غير أن الكسوف سيمنع شمس السيسي عن اتمام شروقها،فقد سمعنا عن محاولة جادة لاغتياله غير أن الطعنة لم تكن قاتلة، أو ربما أراد الطاعن أن يعطيه فرصة لعله يتوب ولكن السيسي في قلبه مرض فمازادته محاولة اغتياله إلا مرضا وطغينا. ويبقى السؤال متى سينهي السيسي مسرحيته أو متى ستنهى مسرحيته.
من أجل اَرائكم واقتراحتكم للكاتب https://www.facebook.com/wahabi.simo [email protected]