من ريما شري أثار شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، جدلا كبيرا بعد إصداره فتوى عبر برنامجه «الإمام الطيب»، أعلن فيها أن الأوروبيين ومن في أدغال أفريقيا، لن يعذبهم الله على عدم اعتناق الإسلام لأن دعوة النبي محمد بلغتهم بطريقة «مغلوطة ومنفرة». وقال الطيب في برنامجه، الذي يذاع يوميا في شهر رمضان على التليفزيون المصري وقنوات فضائية أخرى، إن الأوروبيين ليسوا كفارا، حيث إن الإسلام لا يؤاخذ الإنسان على عدم المعرفة والجهل بالأمور. وعرف الطيب، أهل الفترة بأنهم الذين جاءوا بين رسول وآخر، وهم «ناجون» من العذاب، كما قال الله تعالى: «وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا» الإسراء من الآية 15، موضحا أن المقصود هنا: تبلغه رسالة رسولنا ثم يعرفها وينكرها فهو كافر. وأضاف شيخ الأزهر: «الناس في أوروبا الآن لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يرونه على الشاشات من قتل وغيره، ولذا ينطبق عليهم ما ينطبق على أهل الفترة لأن العلم لم يحصل عندهم». وعلل الطيب فتواه عبر تساؤله: «كيف يعذب الله شعوبا مثل الشعوب الأوروبية، وهي لم تعرف عن محمد (ص) أي صورة صحيحة، وكذلك الحال مع الوثنيين في أدغال أفريقيا الذين لم تبلغهم الدعوة أو بلغتهم بصورة مشوهة ومنفرة وحملتهم على كراهية الإسلام ونبي الإسلام». وذكر أن للشيخ شلتوت شيخ الأزهر الأسبق كلاما جميلا في ذلك، إذ يقول: «الكافر الذي يدخل جهنم هو من بلغته رسالة الإسلام، وبلغته بلاغا صحيحا، وكان أهلا للنظر أي للتأمل والتفكير، ثم بعد ذلك عرف أنها الحق ثم جحدها فهذا هو الكافر». وأشار شيخ الأزهر إلى أن «هناك تقصيرا من علماء الإسلام في تبليغ رسالة الدين السمح إلى غير المؤمنين به أو الوثنيين، وهذا التقصير من ناحيتين: حين سُكِت عن توصيل الرسالة للناس ومن شاء فليؤمن بعد ذلك ومن شاء فليكفر، وحين تم تصوير الإسلام بصورة رديئة مجتزأة وملفقة». وأثارت فتوى شيخ الأزهر جدلا كبيرا على موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) بين مؤيد ومعارض فيما تميزت معظم التعليقات بطابع السخرية والتهكم. وقال الكاتب والصحافي الدكتور خالد منتصر على صفحته الخاصة في موقع (فيسبوك): «فرمان شيخ الأزهر… بيقول أوروبا والصين واليابان داخلين الجنة حدف لأنهم من أهل الفترة اللي ما وصلهمش اسلام صحيح …ايه الحلاوة دي ده دخول الجنة سهل قوي أهو يا جدعان! يعني المسلم اللي وصله الاسلام الصحيح وجاب 80٪ يدخل النار لكن غير المسلم اللي ما وصلوش الاسلام الصحيح وجاب صفر ف الميه حيدخل الجنة! سؤال هو احنا بقينا بنوزع الجنة ليه زي مانكون بنوزع خطوط فودافون». وقالت دينا فاروق مخلوف: «لا والغلب بأن بتوع الأقباط بتوعنا… هم بس اللى طلعوا كفره وهيخشوا النار. لا حصلوا دول ولا دول أو يهاجروا اوروبا بأه ويعملوا معادله». من جهة أخرى قال آخر يدعى أحمد: «حوار شيخ الأزهر ممتع جدا وفيه قدر كبير من التسامح ما يمثل سماحة الإسلام»، فيما سخر مالك عبد المالك من الفتوى وكتب: ”فرحتي دلوقتي ما تتوصفش، ليا صديق أوروبي هاقوم حالا ابعتله إيميل أبشره بالجنة، بس انا شاغلني مصير الأقباط، يا ترى وضعنا كأقباط فين في التوزيعة دي؟ ناويين تدخلونا الجنة مع الأوربيين؟ وللا هاتسيبونا ع الرصيف؟ شكلنا كدة مكتوب علينا الظلم دنيا وآخرة!” وقال أحمد محمود شفيع على صفحته الخاصة في (تويتر): ”كفار اوروبا هيدخلوا الجنة بسبب اسلام فوبيا اما المسلمين هيدخلوا النار علشان مقصرين حسبي الله ونعم الوكيل». وقال آخر يدعى أبو عبد الرحمن: ”يا بخت الاوروبيين مش هيخشوا النار أخدوا الصك خلاص شكلنا احنا بس اللي هنتحاسب”. *