توصل علماء من الهند إلى أدلة جديدة تثبت أن حضارة وادي السند، أو ما تسمى"حضارة هارابا" أقدم الحضارات البشرية على سطح الأرض وسبقت حضارتي مصر الفرعونية وسومر. وكشف فريق يضم علماء من هيئة الآثار التابعة لوزارة الثقافة الهندية ومعهد علم الآثار أن حضارة هارابا كانت موجودة قبل 8000 سنة، ما يجعلها أكثر قدما ب2500 سنة مما كان يعتقد سابقا. وتمكن علماء الأثار من تدقيق عمر حضارة هارابا بعد إجراء تحليل باستخدام الكربون المشع لمصنوعات (شظايا الألواح الطينية) وعظام حيوانات عثر عليها خلال حفريات أثرية في طبقتين أثريتين بمنطقة فاتح آباد بولاية هاريانا شمالي الهند. فضلا عن ذلك، أتاحت الدراسة الجديدة للعلماء إلقاء مزيد من الضوء على لغز اضمحلال الحضارة السريع التي اعتبرت من أسبابه تغيرات مناخية وأوبئة وغزو شعوب غير معروفة حاليا، ربما أسلاف الهندوس والفرس، للمنطقة. أما فرضية التغيرات المناخية، فشكك الباحثون في صحتها باعتبارها سببا فرعيا وليس رئيسيا ومباشرا لاندحار ثقافة هارابا. وتشير نتائج الدراسة إلى أن أهالي المنطقة تكيفوا مع تغير المناخ إلى أكثر جفافا، حيث انتقلوا من زراعة القمح والشعير إلى زراعة الأرز والثمام أي الحبوب المقاومة للجفاف. ويعتقد الخبراء أن الأمر تسبب بزيادة عدد المزارعين وتدهور الثقافة الحضرية وتفكك الحضارة تدريجيا حتى القرن السابع عشر قبل الميلاد. وكانت حضارة وادي السند تزدهر في مناطق شمال الهند وباكستان الحاليتين حيث نهر السند. وشملت أكثر من 100 مدينة من أكبرها موهينجو دارو وهارابا ولوتهال، وكانت تغطي مساحة أكثر من 1.3 مليون كيلومتر مربع. وتميزت مدنها بتخطيط هندسي دقيق على شكل مدن حديثة، وتوفرت هناك شبكة المجاري وشبكات الري. ويشير العلماء إلى أن نشوء حضارة هارابا شكل طفرة نوعية في تطور مجتمعات شبه الجزيرة الهندية والذي بشر بظهور الحضارة المدنية في المنطقة. يعتبر أن الناطقين باللغات الدرافيدية هم من أنشأ هذه الحضارة.