يروى والعهدة على من تناقلوا خبر هذه الحكاية أنه حدث خلال عملية سطو في كوانغتشو، بالصين الشقيقة ، أن صرخ زعيم عصابة دخلت البنك ، لتستولي على مافيه من أموال ومدخرات ، في وجوه الأشخاص الموجودين داخل البنك ، وقال بنبرة الأفلام الهوليودية : "لا تتحركوا المال ملك للدولة ... و حياتكم ملك لكم". ولأن من طبع الانسان الذي لا مبدأ له الخوف على حياته أكثر من خوفه على مال الدولة فقد إستلقى الجميع على الارض بكل هدوء وفسحو المجال للصوص كي ينهبوا ويسرقوا ما بدا لهم دون أي مقاومة تذكر . وعندما عاد اللصوص الى مقر سكناهم الذي لم تذكر الحكاية عنوانه ، طلب اللص الأصغر عمرا من زعيم العصابة و كان اكبر اللصوص عمرا أن يحصي كمية ومقدار الأموال التي سرقوها من البنك ، فنهره الزعيم وقال له حسب رواة الحكاية "انت غبي جدا ! هذه كمية كبيرة من الأموال, و ستأخذ منا وقت طويلا لعدّها وحسابها.. الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال! " ويحكى أيضا والعهدة على الرواة السابقين أنه بعد مغادرة العصابة المذكورة للبنك, قال مدير البنك لمدير أصغر منه , إتصل بالشرطة بسرعة ، فأجابه المدير " الصغير " بالحكمة القائلة " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة " ، واقترح عليه أن يأخذا 10 ملايين دولار من الأموال التي لم يعثر عليها أفراد العصابة في عملية سطوهم على البنك ، وراوده عن نفسه وزين له اقتراحه حتى إذا رضخ له مدير البنك طلب منه إضافة العشرة ملايين الى السبعين مليون دولار التي قاما بإختلاسها سابقا ، ودعاه إلى تمني حدوث سرقات من هذا النوع كل شهر . وتقول الحكاية أيضا إنه في اليوم التالي للسرقة ،سمع اللصوص من وكالات الأخبار أن عصابة خطيرة اقتحمت البنك واستولت على 100 مليون دولار تحت التهديد باستعمال العنف والقوة . فقاموا بعدِّ النقود عدة مرات ، وأعادوا حسابها عدة مرات , ولم يجدوا في كل مرة إلا 20 مليون دولار فقط . فحزن اللصوص كثيرا لهذا الأمر ، و قالوا " نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار, و مدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه " . طبعا هذه الحكاية يسوقها أصحاب التدريب القيادي في دوراتهم التدريبية للتأكيد على أن "المعرفة تساوي قيمتها ذهبا " ، لكنني حين قرأت هذه الحكاية وتأملتها جيدا ، تذكرت ما نعيشه على أرض الواقع ، من سرقات منظمة وغير منظمة لخيراتنا وثرواتنا دون أن يقدم شخص واحد للمحاكمة ، ومع هذا التذكر وجدت نفسي أكتب على صفحتي بالفايسبوك لية أمس " بنكيران اليوم عجبني بزاااااااااااف ، هضرتو كاملة معقولة ومقبولة ، ولا ينقصها إلا تسمية الأشياء بمسمياتها ، نعم كاين عفاريت وتماسيح ، والرجولة والشهامة والوطنية والاصلاح في إطار الاستقرار واحترام صوت من صوت في الانتخابات وحب الخير للبلاد والعباد كل ذلك وغيره يجعل من بنكيران مطالبا بأن يسمي المفسدين بأسمائهم " ، أما غير ذلك فلن يكون إلا امتناعا مع سبق الإصرار والترصد عن وضع النقاط على الحروف ، ونسخا مرير مع التكرار المتواصل لحكاية العصابة مع مدير البنك . تصبحون على وطن لا وجود فيه للانبطاحيين والبوحاطيين والتماسيح والعفاريت وسراق الزيت ولصوص البنوك .