عادت ظاهرة السطو على الأبناك لتستهوي اللصوص الباحثين عن الظفر بأموال سائغة مصدرها الوكالات البنكية ووكالات تحويل الأموال. زوال أول أمس الثلاثاء، تمكن أربعة لصوص، مدججين بأسلحة بيضاء وقنبلة مسيلة للدموع وقيود بلاستيكية، من سرقة مبلغ 300 مليون سنتيم، بعد أن كبلوا موظفي وكالة تابعة لبنك «التجاري وفا بنك» بزنقة سلمان الفارسي بحي «لافلييت» بالدارالبيضاء. مصدر أمني أكد ل«المساء» أن اللصوص المهاجمين كبلوا مدير الوكالة ومستخدمة وثلاثة زبناء ضمنهم امرأة، وتمكنوا من حشر أوراق نقدية بقيمة 300 مليون داخل حقيبتين قبل أن يختفوا عن الأنظار مستعينين بدراجات نارية من طراز «بوجو 103». من سوء حظ لصوص وكالة «لافلييت» أنهم أضاعوا في الخارج مبلغ 160 مليون سنتيم تمكنت الشرطة من استعادتها داخل حقيبة تخلى عنها اللصوص بعد أن طاردهم أحد المواطنين بسيارته. قبل شهور، اقتحم أربعة أشخاص مقنعين ومدججين بسكاكين ومسدسات وكالة بنكية بمدينة المحمدية تابعة بدورها ل«التجاري وفا بنك» وسطوا على مبلغ يقدر ب169 ألف درهم. وسرعان ما اعتقل الفاعلون بعد فتح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقا شمل 20 موظفا سبق طردهم من البنك، وتبين للشرطة أن أحد الموظفين السابقين عضو في عصابة سرقة وكالة المحمدية التي يتزعمها مهاجر مغربي سابق بالديار الإيطالية اسمه ميمون. وعندما أوقفت الشرطة «عصابة ميمون» حجزت سلاحا ناريا من نوع «سميث ويسن» و58 رصاصة ومسدسين غازيين من نوع «غامو» وقنبلة مسيلة للدموع. لكن إيقاف الشرطة لعصابة المحمدية لم يمنع اللصوص المتربصين بالوكالات البنكية للظفر بأوراق «البنكوت» من توسيع دائرة تنفيذ عمليات بدأت في الدارالبيضاء وسرعان ما انتقلت إلى مدن القنيطرة وتمارة والناظور والعرائش. ورغم التحقيقات التي باشرتها الشرطة للوصول إلى الجناة فإنها لم تعتقل بعد من تشتبه في تورطهم في سرقة وكالات بنكية تحت التهديد بالسلاح الأبيض. لم تسترد الشرطة بعد مبلغ 100 مليون سنتيم الذي سطا عليه لصوص، ذات يوم جمعة، من وكالة تابعة للبنك المغربي للتجارة الخارجية بحي الألفة بالدار البيضاء ولاذوا بالفرار على متن دراجات نارية مستغلين وقت صلاة الجمعة لتنفيذ عملية سطو ناجحة. قبل أسابيع تمكن لصوص الأبناك من سرقة 15 ألف درهم من داخل وكالة لتحويل الأموال (وفا كاش) بشارع محمد الخامس في القنيطرة. حسب مصدر أمني، فإن ظاهرة سرقة الأبناك باتت تقلق الأجهزة الأمنية بشكل كبير، وهو قلق يغذيه تخوف السلطات من إمكانية لجوء بعض الخلايا الإرهابية إلى تنفيذ عمليات سطو بغرض الحصول على أموال لتمويل عمليات إرهابية. عندما هاجم لصوص وكالة بريدية بمدينة سطات سنة 2006، واستولوا على مبلغ 10 ملايين سنتيم، اعتقدت السلطات أن الأمر يتعلق ب«حادث معزول» لكن سرعان ما امتدت موضة السطو على الوكالات البنكية لتشمل مدن أخرى. فخلال العام الماضي استهدف لصوص الأبناك مجموعة من الوكالات في ظرف زمني متقارب. هكذا غنم لصوص مبلغ 18 مليون سنتيم عندما هاجموا وكالة بحي الألفة في الدارالبيضاء، وسطا أربعة آخرون على مبلغ 100 مليون سنتيم من داخل وكالة للبنك المغربي للتجارة الخارجية قرب إقامة الحاج فاتح بحي الألفة. في الرباط سطا آخرون على 20 ألف درهم من داخل وكالة بنكية بحي المحيط، وفي المحمدية غنم لصوص مقنعون 25 مليون سنتيم. وسبق لفرع البنك العقاري والسياحي بحي بلاطو بآسفي أن تعرض إلى «محاولة سرقة» بعدما تم اقتحامه ليلا من قبل مجهولين، بعد أن قاموا بكسر زجاج الباب الرئيسي للوكالة البنكية واستولوا فقط على جهاز «الفاكس» ولاذوا بالفرار دون أن يصدر جرس الإنذار الذي يكون عادة مثبتا عادة داخل الوكالات البنكية أي صوت. ومن القصص الطريفة للصوص المصارف في المغرب، تلك التي مايزال يتندر بها سكان مدينة تطوان، عندما اعتقلت الشرطة لصا غالبه النوم أثناء سرقة إحدى الوكالات البنكية وقررالنوم فوق أريكة وثيرة داخل البنك. وحسب مصدر أمني فإن الشرطة بمدينة تطوان سبق لها أن اعتقلت يافعا لا يتعدى عمره 15سنة كان ينوي سرقة البنك. وبحسب رواية الشرطة، فإن اللص تسلل إلى فرع مؤسسة بنكية بمدينة تطوان قبل انتهاء فترة العمل ليظل مختبئا في دورة المياه إلى حين خروج جميع العاملين بالمؤسسة، بعدها حاول اللص فتح خزانة النقود مستعينا بمقص وآلة حديدية وجدها في أحد المكاتب، لكنه اكتفى في نهاية المطاف بكيس دراهم يضم 7300 درهم. وبالرغم من أن اللص تمكن من إبطال مفعول جهاز الإنذار بالبنك، فإنه استسلم لإغراء أريكة وثيرة وغرق في نوم عميق، ليضبطه في الصباح موظفو البنك ويسلموه للشرطة. وسبق للشاب الموقوف أن سرق مبلغ 2300 يورو من دار العجزة بمدريد، كما سطا على مبلغ 1500 يورو من أمه المطلقة التي كان يعيش معها منذ 1997 بإسبانيا وعندما عاد إلى تطوان مسقط رأسه فكر في السطو على بنك للحصول على المال. وفي مراكش، سبق أن حمل شخص مدفعا ثقيلا واتجه إلى مقر «بنك المغرب» بجامع الفنا بهدف سرقة البنك في واضحة النهار. وسرعان ما تبين للشرطة أن اللص المراكشي هو مجرد مواطن مصاب بخلل عقلي تمكن من اقتلاع نصب تذكاري لمدفع كان مثبتا أمام قنصلية فرنسا القديمة المجاورة لمسجد الكتبية وسار به إلى البنك بهدف تفجيره حسب إفادته لعناصر الشرطة السياحية التي أوقفته في منتصف الطريق.