تستمر مبايعة التنظيمات الإرهابية المتمركزة في منطقة المغرب العربي لتنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية «داعش»، فقد أعلنت، يوم (الثلاثاء)، كتيبتان من كتائب القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مبايعتهما للخليفة المزعوم «أبو بكر البغدادي»، ويتعلق الأمر بمجموعة «أجناد الساحل» وسرية «لواء الفرقان»، اللذين يقودهما الجزائري «أبو الحارث التيندوفي». وتتمركز الكتيبتان الملتحقتان حديثا ب»داعش» بالقرب من ملتقى الحدود الجزائرية الموريطانية المالية، وقد أطلق عليها الأمير الجديد أبو الحارث التيندوفي اسم «أحفاد طارق بن زياد». هذا، وحسب تقارير سابقة، فإن الكتيبتين تضمان عددا كبيرا من الجهاديين الجزائريين، وبضعة متطرفين مغاربة وتونسيين وعددا من مقاتلين سابقين في جبهة البوليساريو، إضافة إلى عشرات المرتزقة الأفارقة من جنوب الصحراء. وحسب تدوينات نُشرت لمناصرين مغاربة ل»داعش»، فإن عامل القرب سيكون مساعدا لالتحاق مجموعات أخرى من الجهاديين المحتملين. وتعليقا على هذه المبايعة قال الخبير الاستراتيجي، الموساوي العجلاوي: «إن هذه جبهة تشكلت منذ دجنبر الفائت، خصوصا بعد دعوة البغدادي الأخيرة لنصرة التنظيمات الجهادية في المنطقة مثل «بوكو حرام». لذلك لا يمكن تفسير هذا الحدث دون قراءة لظاهرة «داعش» بصفة عامة. فآخر تسجيل صوتي لأبي محمد العدناني يؤكد شعورا ضمنيا بالهزيمة في المشرق. ثم إن محاولة التوسع في شمال إفريقيا على الأقل جاءت من أجل توازن ميداني وإعلامي يعكس في نهاية المطاف تحصيل حاصل بسبب مشكلة الصحراء، إذ يظهر أن الأممالمتحدة اقتنعت بعدم إمكانية وجود دولة، وهناك تخبط لدى قيادة البوليساريو، إضافة إلى تقارير دولية تقر بأن مخيمات تيندوف مخترقة من طرف جماعات جهادية وهو ما لم تنكره قيادة البوليساريو، التأزم السياسي وغياب الدولة ووظائفها هو ما يشجع على هذا النوع من النمو على مستوى التشكيلات أو على مستوى الأفراد..» وتأتي بيعة التيندوفي ومن معه للبغدادي في سياق توجه عام لمتطرفي المنطقة لإعلان بيعتهم ل»داعش» بشكل متوال وممنهج، خصوصا بعدما بدأت بوادر هزيمة دولة البغدادي في العراق ومناطق متعددة من سوريا في الظهور. حيث من المنتظر أن تتوالى مبايعات تنظيمات أخرى في المنطقة بسبب انحسار قوة البغدادي في المشرق، وكذلك بفضل تداعيات الحضور الجديد لتنظيم «داعش» في ليبيا. وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا، «برناردينو ليون»، حذر في نهاية السنة الماضية، من انتشار مناصرة ومبايعي «داعش» في شمال إفريقيا، وقال إن فكر «داعش» توغل في المغرب العربي على نحو لافت، ليصل إلى موريتانيا، وأضاف أن هناك تقارير تفيد بأن بعض المجموعات التي تعتزم إعلان بيعتها ل»الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بدأت تتحرك في منطقة شمال إفريقيا، ولمحت تقارير أخرى من بينها تقرير معهد واشنطن، الذي صدر في دجنبر الماضي إلى تحول منطقة المغرب العربي إلى الجبهة الأولى الداعمة ل»داعش»، وثاني مركز قوة بعد العراق والشام، كما أنها ستكون الأرض الخصبة المستقبلية للإرهاب، إذا ما نجح التحالف الدولي في القضاء على ما يسمى ب«دولة البغدادي» في سوريا والعراق