جددت جماعة ما بات يعرف ب "جند الخلافة" المتورطة في اختطاف وذبح الرهينة الفرنسي، ايرفيه جوردل، قبل أسبوع بالجزائر، والتي يحتمل أنها تضم بين أفرادها عناصر تنتمي لجبهة البوليساريو الانفصالية، مبايعتها لتنظيم "داعش". وجددت هذه الجماعة المتطرفة التي انشقت عن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ولاءها لتنظيم "داعش" في شريط فيديو بث يوم الثلاثاء الماضي حيث ظهر في هذا الشريط أزيد من ثلاثين عنصرا يحمل بعضهم بنادق آلية في منطقة غابات كثيفة، كانوا ملتفين حول أحد قادتهم الذي كان يتحدث إليهم. ومما يعزز فرضية وجود عناصر من البوليساريو ضمن هذا التنظيم، ظهور رجل يقرأ قصيدة شعرية بلكنة حسانية، يعتقد أنه من عناصر البوليساريو المنشقين عن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ولم يشر الشريط إلى الرهينة الفرنسية الذي كان قد ظهر قيد حياته في شريط سابق قبل أن يعمدوا على جز رأسه بطريقة وحشية، تنضاف إلى عميلة ذبح الرهائن التي اقترفتها جماعة "داعش". وخلال هذا الشريط، قرأ أحد قادة "جند الخلافة" وهو يشير إلى زعيم تنظيم داعش الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين في المنطقة التي استولى عليها التنظيم في سوريا والعراق، (قرأ) بيانا قال فيه "الحمد لله الذي وفقنا للاجتماع في جند الخلافة في أرض الجزائر بإمرة الأخ المجاهد أبي سليمان خالد ولذلك نعلن بيعتنا من جديد لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي القرشي.. نبايعه خليفة للمسلمين." ومعلوم أن تقارير دولية كانت قد أشارت إلى أن "هناك دلائل دامغة على وجود تواطؤ خطير بين المنظمات الإجرامية وتنظيم القاعدة ومخيمات تندوف". كما أن تقريرا من توقيع فريديريك ويريي وأنور بوخارس٬ الخبيرين الأميركيين في قضايا منطقة شمال إفريقيا٬ كان قد أبرز الانخراط واسع النطاق لتنظيم القاعدة وحلفائه في الأنشطة الإرهابية والتهريب بجميع أشكاله في منطقة الساحل والصحراء٬ بما في ذلك ليبيا ومالي وموريتانيا ومخيمات تندوف٬ جنوب غرب الجزائر٬ التي تم وصفها بالقنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في أي لحظة. وسبق للخبير السويدي ماغنوس نوريل، أن حذر من أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الإرهابي يجند أعضاءه من ضمن عناصر "البوليساريو" في مخيمات تندوف في الجزائر. وأوضح نوريل، خلال اجتماع نظم في وقت سابق بمبادرة من مجموعة التفكير "المنتدى العالمي الحر لستوكهولم"، أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي يجند أعضاءه من ضمن عناصر البوليساريو في مخيمات تندوف، يتعاون مع جماعات إرهابية أخرى، مثل تنظيم "الشباب". وأضاف نوريل، المستشار لدى المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية الكائن مقرها في بروكسيل، أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" جند مؤخرا مسؤولا كبيرا في "البوليساريو" لتنفيذ هجمات باسم الجماعة في بعض البلدان، ضمنها النيجر. يشار أن جماعة "جند الخلافة" في أرض الجزائر هي مجموعة إرهابية متطرفة تتمركز في المنطقة الوسطى التي تضم الجزائر العاصمة ومنطقة القبائل، كانت قد أعلنت انشقاقها عن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" نهاية غشت الماضي وأعلنت مبايعتها ل "خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي القرشي الحسيني"...