بعد تضييق الخناق على حركية الجهاديين العازمين على الالتحاق بما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية»، بث، أول أمس، القيادي الثاني في تنظيم داعش، أبو محمد العدناني، الذي يوصف بأنه المتحدث باسم الخليفة أبو بكر البغدادي، شريطا صوتيا على أثير مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية للتنظيم، يحث فيه باسم تنظيم «الدولة الإسلامية» المقاتلين الذين لا يتسنى لهم الانضمام إلى صفوف المقاتلين الموالين له في سورياوالعراق على الالتحاق بالحركة الإرهابية النيجيرية «بوكو حرام»، من أجل المساعدة في مد حدود «دولة الخلافة» لتشمل إفريقيا. وعلّق الخبير الاستراتيجي الموساوي العجلاوي على هذا النداء، في تصريح خص به اليوم24 من العاصمة المالية باماكو، قائلا، «منذ دجنبر والبغدادي يحاول أن يظهر أن (دولته) تتوجه نحو إذكاء الصراع في المناطق الملتهبة، خصوصا في ليبيا ونيجيريا، وتقوية هذه الحركات، لأنها تشكل امتدادا عقائديا للدولة الإسلامية التي يتقلص نفوذها في الشرق الأوسط، والبغدادي، بهذا النداء، يريد أن يعلن أنه يستطيع التمدد، والخطة خلق جسور بين نيجيريا والجنوب الليبي». ويبدو أن هزائم الدولة المتتالية في العراقوسوريا هي سبب أوامر البغدادي الأخيرة، وهو نفس ما ذهب إليه الباحث المتخصص في الحركات الجهادية عبد الله الرامي، «يجب ألا ننسى أن هدف دولة الخلافة سحب البساط من القاعدة، وخصوصا التنظيمات التي لها ثقل مثل قاعدة اليمن، وحركة شباب الصومال، وقاعدة الجزائر، بعد حصار داعش وطردها من كوباني لكي تحافظ على معنويات الجهاديين بعد هزائمها المتكررة في الآونة الأخيرة، فإنها تلجأ إلى الإعلان عن مبايعة تنظيمات متطرفة لها، وكأنها تريد القول إنني لازلت موجودة وقوية»، قبل أن يستطرد الرامي «هذا النداء جاء نتيجة الإعلان الرسمي للولاء والبيعة منذ أقل من شهر، وكانت له إرهاصات قديمة منذ حوالي ثمانية أشهر، وتأخر الإعلان لأن هناك تنظيمات أولى باهتمام البغدادي». وبعد أن كانت « اليوم24» أول من نشر خبر التوصية التي وجهها قياديون في الدولة تحثهم على تغيير طريقهم نحو أراضي القتال بسورياوالعراق عبر دول إفريقية، يمنح البغدادي الرخصة لمناصريه بممارسة «الجهاد» انطلاقا من الأراضي الإفريقية، وذلك مباشرة بعد بيعة بوكو حرام لأبو بكر البغدادي «خليفة». وكانت قيادات داعش اعتبرت أن بيعة بوكو حرام «فتحت بابا جديدا أمام الهجرة إلى أرض الإسلام والقتال»، وفي نفس الشريط قال العدناني «إن مشروع إقامة الخلافة أضحى الآن يمتد لغرب إفريقيا»، وجاءت بيعة بوكو حرام بعد بيعات مماثلة أعلنتها مجموعات مسلحة في عدد من الدول الإفريقية والآسيوية. في سياق متصل، علمت «اليوم24» من مصادر متطابقة أن فصيلا متطرفا يتمركز في منطقة القبايل الجزائرية انشق عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ليبايع «داعش»، وفك ارتباطه عن عبد المالك دروكدال، الممثل الرسمي للقاعدة في الجزائر والمغرب العربي، وهو ما أكده المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية المتطرفة، رومان كاييه، في تصريحات إعلامية، وقال كاييه إن زعيم القاعدة في القبايل بالشرق الجزائري، المدعو أبو عبد الله العاصمي، والقيادي البارز السابق في تنظيم دروكدال الموالي للقاعدة وأيمن الظواهري، حتى الآن، أعلن بشكل شبه رسمي انشقاقه ومبايعته داعش. ولم يستبعد الخبير الفرنسي في الحركات الجهادية، رومان كاييه، أن تكون هذه البيعة بمثابة تعبير عن نية العاصمي تشكيل وإعلان إمارة إسلامية تابعة لداعش في الشرق الجزائري، وعاصمتها منطقة القبايل على الحدود التونسية الجزائرية، بعد اعتماده الرسمي من طرف داعش، ويعد فصيل العاصمي ثاني التنظيمات الجزائرية، التي تبايع داعش وتعلن البغدادي خليفة لها، بعد مجموعة «أجناد الخلافة».