لا حديث يجري بين سكان أحياء اليوسفية والتقدم والانبعاث بالعاصمة إلا عن تعرض مواطنة ترتدي النقاب بحي " الصناعي " ضواحي مدينة الرباط إلى اعتداء شنيع على يد مجموعة من المواطنين اعترضوا سبيلها واعتدوا عليها بوحشية ظنا منهم انها " المنقبة " المعنية بالإشاعة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تفيد بوجود منقبة «تشرمل» النساء بشفرة حلاقة، عقب استفسارهن عن الطريق المؤدية إلى وجهة ما أو سؤالهن عن " الساعة " و" الوقت ". المواطنة المنقبة اضطرت إلى نزع نقابها حتى تؤكد للمعتدين أنها امرأة لا ذنب لها سوى الالتزام بشرع ربها والعض على نواجذ العفة والطهارة بارتدائها للنقاب ، الأمر الذي دفع المعتدين عليها إلى الاعتذار لها والابتعاد عنها تاركين إياها تتجرع مرارة " الحكرة " وغصة الاساس بانعدام الأمن . إن حدثا كهذا ، وإن استمرار تناسل شائعات تحمل المنقبات وزر جرائم تقع ضد فتيات وشابات في عمر الزهور ، مع ما رافق ذلك من صمت غريب للأجهزة الأمنية وعدم إصدارها لأي بلاغ يطمئن المواطنين ويدخل السكينة لقلوب المواطنات ، كل ذلك وغيره يدفعنا لطرح تساؤلات مقتبسة من تفسير المواطنين لجرائم " المنقبة " ، ولعل أبرز تلك الأسئلة يحوم لا محالة حول المستفيد من هذه الشائعة إن كانت حقا شائعة ، وحول سر الصمت الأمني المريب المضروب على هذا الموضوع ، فإذا علمنا أن سلطاتنا الأمنية تستبق الأحداث وتصدر البلاغات بمجرد وقوع جريمة أو حدوث أمر من شأنه إثارة الفوضى فإن التزامها الصمت في هذه القضية وتأخرها عن التوضيح يدعونا إلى التساؤل عن سر هذا الصمت ولماذا طال على غير المعتاد ؟؟؟ وإذا سلمنا بأن الأمر مجرد إشاعة فإن واجب السلطات الأمنية هو إصدار بلاغ توضيحي حولها ومن ثم الكشف على من اختلقها وتقديمه للعدالة لأنه شوه سمعة المنقبات بالبلد وعرض حياتهن للخطر وزرع الرعب والخوف في صفوف المواطنين والمواطنات واختلق أمرا من شأنه الاخلال بالأمن العام للبلد .؟؟؟؟ إن عدم تجاوبالأجهزة الأمنيةمع المواطنين والتزامها الصمت أمام هذه القضايا هو الذي يجعل حياة المواطن بهذا البلد معرضة للخطر ، وما وقع لتلك المنقبة التي اعتدي عليها لمجرد الشك في أمرها خير مثال يضرب في هذا الباب ، فهل ستحل السلطات لغز " المنقبة " المشرملة أم أنها ستترك المزيد من المنقبات عرضة للاعتداء عليهن ما دامت فرية كل منقبة هي مشرملة إلى أن يثبت العكس بات يصدقها ضعاف القلوب ومن هو ناقم على المنقبات بهذا البلد السعيد .