منذ أزيد من أسبوع وخبر اعتداء منقب (ة ) على مواطنات في مدينة سلا وما جاورها بشفرة حلاقة يتداوله الصغير والكبير ولا من بلاغ أمني يوضح ملابسات هذا الأمر ويشرح للمواطنين الحائرين والخائفين على فلذات أكبادهم ما يجري في هذه المدينة التي أضحت تشتهر بالإجرام بعدما كانت مشهورة بالتنوع الثقافي وبثراتها الأصيل . شخصيا حين سمعت أول مرة أن منقب (ة ) تعتدي أو يعتدي على الفتيات غير المتحجبات بآلة حادة في مدينة سلا ونواحيها ظننت الأمر مجرد إشاعة يطلقها كل ناقم على المنقبات بهذا البلد ، ولم أعر الأمر أي اهتمام يذكر لعلمي المسبق أن من المواطنين من هو مولع بإطلاق وتصديق مثل هذه الشائعات إما لأنه مريض نفسيا أو لأنه متأثر بشعبة من شعب مخابراتنا العزيزة مختصة في صناعة وتصدير وترويج الشائعات بين الفينة والأخرى لغايات في أنفس مسؤوليها أو لجس نبض الشارع حول مسألة من المسائل . واليوم وأنا أطلع على جديد أخبار صحافتنا الالكترونية فوجئت بجريدة إلكترونية تنشر فيديو صادم لفتاة تم تشويه وجهها بآلة حادة ، قالت الجريدة أنها تعرضت إلى اعتداء على يد منقب (ة ) تتخذ من محطة "الترامواي" بحي بطانة بسلا مكانا للإيقاع بضحاياها من الفتيات غير المتحجبات، حيث توهمهم برغبتها في سؤالهم قبل أن تفاجئهم بضربهم بواسطة آلة حادة على وجوههم. طبعا لا يهمني هنا ولا يهم المعتدى عليهم الإجابة عن سؤال هل هذا الاعتداء تم على يد منقب (ة ) أم على يد غيرهما لأنه في نهاية المطاف من يقدم على اقتراف مثل هذه الأفعال الشنيعة لا يمكن تسميته إلا ب " المجرم " ، لكن ما يهمنا جميعا كمواطنين هو أن نسمع بلاغا عاجلا من ولاية الأمن تؤكد فيه القبض على مقترف هذا الفعل الإجرامي بغض النظر عن جنسه ولباسه ، فلا فائدة ترجى من معرفة جنس الفاعل ذكرا كان أو أنثى بقدر ما يفيد القبض عليه والانتهاء من تحديه للقانون وزرعه الرعب في نفوس المواطنين الذين تعايشوا مع النقاب منذ مئات السنين وألفوه بينهم عنوانا للعفة ورمزا للاحتشام لا سمة من سمات الإجرام والتشرميل يراد لها الترسيخ في العقول والنفوس في ظل غياب أمني واضح يحمي مصلحة المواطن ويشعره بأنه يتمتع بمقومات العيش الكريم الذي يعتبر الأمن من أهم أسسه وركائزه .