فقدت أسرة فقيرة مكونة من أب وأم وطفليهما بحي السلام بمدينة بوزنيقة، كل الوثائق الرسمية الخاصة بالمنزل وهوية الأسرة (الحالة المدنية، بطاقتا التعريف الوطنية للزوجين)، وذلك إثر اندلاع حريق داخل منزلها. وقال رب الأسرة، وهو شيخ يلقب ب«با محمد»، إن كل أفراد أسرته باتوا بدون وثائق هوية ولا وثائق منزله بحي السلام، بعدما تعرض لحريق أتى على كل محتوياته، ونجت زوجته وطفلاه محسن (6 سنوات) ومنير الذي يكبره بثلاث سنوات بأعجوبة. وأشار «با محمد» إلى أن مرض زوجته النفسي وعدم قدرتها على تدبير شؤون المنزل، وعنفها الدائم في تعاملها مع طفليها، كان وراء الحريق، مضيفا أنها كانت قبل إصابتها بمرض عضوي، تمزق الكتب والدفاتر المدرسية الخاصة بالطفلين وكل ما يقع بين يديها، وهو ما أدى إلى توقف ابنها البكر عن الدراسة. وأفاد الزوج ذاته أنه عاطل عن العمل، يداوم على اقتناء بعض البيض والدجاج (البلدي) من القرى المجاورة، وبيعها بالتقسيط بالقرب من قنطرة وادي الشراط، وهو عمل قال إنه لا يمكنه حتى من توفير مصاريف التغذية اليومية لأسرته، ناهيك عن مصاريف اللباس والتطبيب لطفليه وزوجته التي أضحت مقعدة منذ أزيد من شهر. وتعيش أسرة «با محمد»، أشد أنواع البؤس والحرمان، بسبب مرض الزوجة التي لم تفارق فراشها المتعفن منذ أزيد من شهر، وعطالة الزوج المسن، الذي يقضي النهار في البحث عن مصروفه اليومي، فيما يعاني الطفلان الإهمال.