استنكرت أسرة يوسف البويري استمرار التضييق عليها، من قبل أحد أقاربها، لمغادرة "براكة" تقطنها منذ ثلاث سنوات، بعد أن أرغمت على الخروج من شقة في ملك الورثة بحي سيدي عثمان في الدارالبيضاء، مؤكدة، في الآن نفسه، أن الجيران وحدهم من حالوا دون هدم هذه "البراكة"، التي تفتقر إلى شروط العيش الكريم. استيقظت أسرة يوسف، (الأب العاجز عن التحرك على نحو طبيعي)، على هدم حائط ل"براكته" الأسبوع الماضي، من قبل أحد أفراد العائلة، لإرغام زوجته وطفليه على الرحيل، بدعوى أن لا أحقية لهم في الوجود بها، في حين أفادت الزوجة أن لحظة هدم الحائط، كان طفلها ينام بجوار والده المريض، وبقدرة إلهية نجيا من وقوع الحجارة عليهما، لتظل "البراكة" مكشوفة للجميع، في وقت كانت الأسرة تبذل العناء للتأقلم مع هذا الواقع الناجم عن "ظلم كبير"، تفيد الزوجة (المعيلة الوحيدة للأسرة). وأوضحت الزوجة، إلى "المغربية"، أن "زوجها تعرض للضرب المبرح من طرف أحد المقربين إليه، فقد إثرها وعيه لمدة 4 ساعات، لينقل إلى المستشفى، خاصة أنه مريض ب"بهجت" (مرض التهاب يمس كل أطراف الجسم)، الذي يمنعه من التحرك إلا بمشقة، مشيرة إلى أن تدخل الجيران الذين يعطفون على حالهم، كان سببا في الكف عن ضرب زوجها، وكذا منع هدم "البراكة" بكاملها. كما أكدت زوجة يوسف البويري، أن "الاضطهاد الذي تعانيه، بشكل يومي لمدة ثلاث سنوات، من قبل أحد أشقاء زوجها، لا يحتمل، وهي تخشى على حياة زوجها وطفليها، بعدما تلقت إنذارات متكررة على أن بقاء أسرتها في هذه "البراكة" سيكلفها أمورا كثيرة، في تأكيد منها أن زوجها المريض له كامل الحق في الشقة، التي تحاذي البراكة، مادامت مسجلة باسم والده المتوفي. مضايقات مستمرة تعود تفاصيل مشكلة يوسف البويري إلى أن هذا الأخير وجد نفسه مرغما على ترك الشقة، بدعوى أنه تنازل عن حقه فيها، وهو ينفي ذلك، ليقطن "البراكة" اللصيقة بالشقة رفقة أسرته، هذه "البراكة" لا تتعدى أربعة أمتار مربعة، وجدت فوق بالوعات للصرف الصحي، خاصة بسكان العمارة المحاذية، لتجبر الأسرة على تحمل انتشار الروائح الكريهة وكذا انتشار الحشرات (الباعوض والصراصير)، إذ تتأسف زوجة يوسف على طفليها اللذين يعانيان مرض الحساسية، بعدما كشف الفحص الطبي أن طفلها ذي السبع سنوات، يعاني ضعفا في البصر، مرده إلى الجو الخانق، الذي يعيشه في "براكة" لا ماء ولا كهرباء فيها، ومع ذلك لم يسلموا من مضايقات بعض الأقارب قصد الرحيل منها. ويذكر أن يوسف البويري، الذي كان يشتغل سائق سيارة أجرة صغيرة، قبل أن يتحول إلى إنسان عاجز عن ذلك، صرح ل"المغربية" في وقت سابق، أنه غير مستعد لرؤية طفليه ضحايا سلوكات هستيرية من قبل أفراد أسرته، الذين يباغثونه بين الفينة والأخرى لزرع الرعب فيهم، بغية تركها إلى غير رجعة، معبرا . في الوقت ذاته، عن قلقه الشديد من الحالة النفسية التي يعيشها طفلاه، في مقابل إصابتهما بأمراض جلدية ناجمة عن لدغات الصراصير والباعوض. من جهة أخرى، أكد بويري تشبثه بالبقاء في "براكته" كآخر ما تبقى له من ممتلكات والديه، مشيرا إلى أنه ليست هناك قوة ستخرجه من "البراكة" إلا الموت، خاصة أنه إنسان مريض عاجز عن العمل وزوجته الوحيدة هي من تكفله عن طريق الاشتغال في البيوت كخادمة. وشدد بويري التأكيد على أنه يحمل المسؤولية لبعض أفراد أسرته إذا ما تعرض هو وأسرته لأي اعتداء مباشر أو غير مباشر، في وقت لا يجد بدا غير المكوث في "البراكة"، واجترار مأساة خلاف أسري سببه الجشع.