افتحتت اليوم الأحد بدبي أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية للحكومات، بمشاركة نحو 4000 شخصية يمثلون 138 دولة من بينها المغرب. وتمثل القمة أكبر تجمع للخبراء والمفكرين والعلماء والرواد المتميزين في مختلف المجالات، والذي يشاركون في أزيد من 110 جلسات ومحاضرات وحلقات نقاشية وتفاعلية، في إطار حوار عالمي كبير يقارب المتغيرات المتسارعة التي تؤثر على أداء الحكومات حاضرا ومستقبلا. وتعد القمة العالمية للحكومات، التي تنظم على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار (استشراف حكومات المستقبل)، منصة عالمية لبحث عدد من القضايا والقطاعات الحيوية مثل التعليم والتغطية الصحية والأداء الحكومي، والمستجدات في مجال الابتكار والتكنولوجيا والاقتصاد، إلى جانب مواضيع إدارة رأس المال البشري والتنمية والاستدامة ومدن المستقبل. ويتطلع المشاركون إلى الخروج بسيناريو علمي وعالمي للتعامل مع تحديات المستقبل ورفع مستوى استعداد الحكومات والهيئات بمختلف تخصصاتها لاستشراف المستقبل وتحقيق الخير للشعوب كافة . ويتم الاحتفاء، خلال فعاليات الدورة الخامسة للقمة العالمية للحكومات، باليابان كضيف شرف القمة، حيث يشارك مسؤولون يابانيون رفيعو المستوى في عدد من الجلسات والمنتديات الرئيسية في القمة، بهدف استعراض تجربة بلادهم المتميزة في مجال الإدارة الحكومية والابتكار، وإدارة التغيير وكيفية التخطيط للمستقبل. وتميزت أشغال اليوم الأول من القمة بتكريم السيدة أوا ماري كول سيك وزيرة الصحة في جمهورية السينغال بجائزة "أفضل وزير في العالم"، وجلسات وحلقات نقاشية بمشاركة شخصيات عالمية من بينها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وماكي سال رئيس السينغال، وكريستين لاغارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، إلى جانب رسالة مصورة من رئيس وزراء اليابان شينزو أبي. ويتضمن برنامج القمة العالمية للحكومات، تنظيم (منتدى الشباب العربي)، على مدى ثلاثة أيام. ويروم المنتدى، الذي يضم نخبة من الشباب الذين يمثلون 22 دولة عربية ، وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية شبابية عربية متكاملة توحد جهود الشباب من مختلف القطاعات وتوظفها من أجل إحداث تغيير إيجابي في واقع بلدانهم . ويتضمن برنامج المنتدى ثلاث حلقات حوارية مع ممثلي عدد من المؤسسات والشركات الدولية والمحلية المهمة في مجال العمل مع الشباب عن قرب . كما تتميز الدورة الجديدة للقمة العالمية للحكومات، بتخصيص حيز هام من أنشطتها لقضايا التغير المناخي والبيئة، حيث سيتم تنظيم (منتدى التغير المناخي والأمن الغذائي). ويروم المنتدى الذي ينظم بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن يشكل منصة تجمع الحكومات والقطاع الخاص وصانعي القرار يعملون من أجل وضع إطار عمل للتصدي للتغير المناخي وضمان وضع الحلول اللازمة لمنظومة الأمن الغذائي العالمي . ومن جهة أخرى، تشهد فعاليات دورة القمة العالمية للحكومات 20177، تخصيص برنامج كامل للمنظمات الدولية الشريكة. وفي هذا السياق، تناقش منظمة الأممالمتحدة مستقبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويبحث البنك الدولي مستقبل الحكومات والتعليم، أما صندوق النقد الدولي فسيتناول مستقبل التعاملات الرقمية، فيما تتطرق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مستقبل الابتكار في الحكومات . كما تتميز الدورة الجديدة للقمة العالمية للحكومات بإبرام شراكات علمية بحثية مع مؤسسات علمية مرموقة ومعتمدة في العديد من المجالات، مثل (هارفرد) و(أكسفورد) و(ماكينزي) و(إي تي كيرني) و(وإرنست أند يونغ)، حيث سيتم في هذا السياق إطلاق 10 تقارير بحثية مع شركاء عالميين، بالإضافة إلى العديد من المؤشرات التنموية وذلك مساهمة من القمة في استشراف المستقبل بطريقة علمية ممنهجة تستند للدراسات والمعلومات الموثوقة . وعلى هامش أشغال الدورة الخامسة للقمة ، احتضنت دبي، يوم أمس السبت، تظاهرة (الحوار العالمي للسعادة)، بمشاركة نحو 300 من العلماء والمختصين والخبراء وصناع القرار ، الذين تدارسوا بحث سبل التأسيس لحوار مستمر وبناء يهدف إلى تشكيل توجهات عالمية جديدة تركز على تحقيق السعادة لشعوب العالم وتبنيها كإطار جديد للتنمية . كما تم بهذه المناسبة، افتتاح (متحف المستقبل)، الذي يعتبر من أهم التظاهرات الرئيسية المصاحبة للقمة العالمية للحكومات. ويركز المتحف على تأثير التغيير المناخي على المجتمعات الإنسانية وعلى استشراف الحلول المستقبلية لمواجهة التحديات وكيفية التأقلم مع تغيرات المناخ . ويشارك المغرب في فعاليات الدورة الخامسة للقمة العالمية للحكومات بوفد يضم عددا من المسؤولين من بينهم على الخصوص السادة محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية، ومحمد ايت أوعلي سفير المغرب بدولة الإمارات العربية المتحدة، وإلياس العماري رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، وابراهيم الحافيدي رئيس مجلس جهة سوس ماسة، ومحمد الصديقي رئيس الجماعة الحضرية لمدينة الرباط.