أرق يتبعه أرق ، أتلو عليه ما تيسر من قرآن كريم وقصائد أحفظها عساه يرحل لكن دون جدوى . ظلم العدى لا يؤرقني … المتربص بكلماتي الدوائر لا يؤرقني … قلة المال لا تؤرقني ، والرزق لا يؤرقني ، وماذا أكسب في غدي ، كلها أمور وغيرها لا تؤقني ولا تشغل بالي ولا تقض مضجعي ، لأنها من الغيبيات ، ولأنني أعلم علم اليقين أنه لن يصيبني إلا ما كتب الله لي ، ولن أنتفع إلا بما قدر لي ، ولن أشك في يوم على أن رزقي سيأخذه غيري … ولله الحمد والشكر على هذه النعمة . أرقي يا ناس ليس من وسواس خناس ، أو من جنة تسكن عقول وقلوب الناس . أرقي ياناس أعراس وأعراس . نعم فمنذ انتهاء شهر رمضان المبارك ، وأنا أعاني من قلة النوم ، وكأن الحي كله اتفق علي ، وكأني ” العرسان ” كلهم اتفقوا علي . تصوروا ما إن أضع رأسي على الوسادة ، حتى تقذفني مكبرات الصوت بقذائف من عيار ” وَاتَاتو واتَاتو … والله إي ما خلاّتو ” و ” دّاها وْدّاها …والله إي ما خلاّها ” … وقذائف ليس لها معيار … ونم يا من ينتظره في اليوم الموالي عمل شاق . ” اللي هرب للزواج هرب للطاعة ” ، و ” اللِّي تزوج كمل نصّ دينه ” ، والناس من حقها أن تفرح وأن تعيش أجواء الفرحة والسرور وما لهما من جار ومجرور وصلات بينهما تجري وتدور ، فمن سنن الزواج ” الإشهار ” والفرح والمرح ، وطبعا لن يعترض على آداب وسنن الزواج الإسلامية إلا سفيه أو لقيط أو ناقم على الإسلام .لكن وهنا تكمن وتكمل المصيبة ، حين يصبح الزواج سببا في ارتكاب المعاصي ، ويصبح عنوانا للإسراف والتبذير والإضرار بالغير ، فهنا حتما نحيد عن سكة الصواب ، ونحرف المقصود من ” إشهار ” الزواج ، ونزيغ بالتالي عن سنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، ولا يصيبنا أجر أو ثواب من العرس برمته . صراحة في بعض الأحيان وحين تتجاوز الساعة الثانية صباحا ، تنطلق من الأعراس أصوات موسيقية وغنائية قوية ومزعجة في نفس الوقت ، يزيد من حدتها هدوء الليل ، فأجد نفسي مضطرا إلى التساؤل عن سر اختيار المغاربة إقامة أعراسهم ليلا . أتساءل في صمت : ماذا لوكان هنالك مريض في هذا الحي الذي يقام فيه العرس يحتاج للنوم كي يرتاح قليلا من ألم وصداع المرض ، ألا يعد ذلك ضررا يلحقه أصحاب هذا العرس بهذا المريض ؟؟؟ طيب ماذا لو رفع هذا المريض يداه ودعا على أهل العرس ؟؟؟ ربما يكون وهو في نظري كذلك مظلوما ، ودعوة المظلوم لا ترد … ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد ، فهناك بعض الأعراس من لا يصفو فيها صوت الغناء، ولا يحلو فيها الرقص ، إلا على كلمات آذان الفجر ، فتختلط ” الله أكبر ” ب ” جيبو لي الهوى من شيشاوة ” ، وتمتزج عبارة ” الصلاة خير من النوم ” بحروف ” اللي ما بغانا تعمى عينو ” ، وتعلو على ” لا إله إلا الله ” كلمات ما أنزل الله بها من سلطان . إذن هنا وجب على كل من يريد إقامة عرس وإكمال دينه أن يخشى الرحمان ، وأن يحسن للجيران ، وأن يتقي دعوة المظلوم ، وأن يعي جيدا أن الهروب للطاعة لا يكون بمعصية ، وأن إتمام نصف الدين لا يكون بهدم لبنات النصف الآخر . وقانا الله وإياكم شر كل أنواع الأرق .